بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 تشرين الأول 2017 12:07ص مهرجان الفريكة الثقافي

الرسام جيل أبو دبس والشاعر مكرم غصوب لـ «اللـــواء»: المهرجان تكريم لمؤسَّسة منير أبو دبس

حجم الخط
الثقافة سيدة نفسها والادب يوثق المعارف الثقافية لتزخيم القيم الجمالية وغرس الفضائل الفنية في جميع هوياتها من شعر  ومسرح وفن تشكيلي وغناء وما الى ذلك. ومهرجان الفريكة هو مهرجان ثقافي دولي أسسه المخرج الراحل «منير أبو دبس»  رائد المسرح اللبناني بعد عودته من فرنسا  في العام 1999 في بيت الحرير التاريخي في قريته،  والذي حوّله  الى مسرح ونقل اليه مدرسته التي خرّجت أهم الممثلين اللبنانيين «مدرسة  المسرح الحديث» من بيروت الى الفريكة. والمهرجان استقبل منذ تأسيسه حتّى العام 2014 ضيوفاً من مختلف مدن العالم،  وبعد رحيل منير أبو دبس في العام 2016 عمل ابنه جيل على انشاء لجنة لإدارة المهرجان،  وإعادة احيائه وفاء لأبيه وعطاءاته تحمل اسم بيت الفنون الفريكة، ولأول مرة يقام المهرجان في غياب مؤسسه الجسدي. انما بحضوره الفكري والروحي في المكان  وهو تحت عنوان «كلمات»ويقام في السابع والعشرين ولغاية التاسع والعشرين من شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري. يشمل في دورته الحالية الشعر، اللغة، المسرح، الرسم، الموسيقى والغناء. يشارك في أعمال المهرجان شعراء، فنانون، ولغويون من لبنان وفرنسا وألمانيا والعراق وسوريا، وتستمر الأنشطة لثلاثة أيام متتالية في الدورة الأولى ومع الرسام «جيل ابو دبس» والشاعر «مكرم غصوب»  من لجنة مهرجان الفريكة اجرينا هذا الحوار:
{ - الثقافة ادب وفن هل للفن التشكيلي ما يميزه هذا العام في الفريكة؟
- المهرجان اتخذ «الكلمات» موضوعاً له في هذه الدورة لأهميتها الوجودية والتفاعلية في حياة الانسان، ولبعدها النفسي في وعيه ولاوعيه، لذلك تمحورت اللوحات المعروضة هذا العام حول الرسم بالحروف وبالكلمات.
{ هل من تكريم لفنانين رحلوا ولفنانين ما زالوا في قمة العطاء؟
- يكرّم المهرجان في هذه الدورة مؤسسه الراحل «منير ابو دبس»  رائد المسرح اللبناني الجديد ومؤسّس مدرسة المسرح الحديث أول مدرسة مسرح في لبنان والذي كان من أبرز الوجوه التي صنعت الثقافة الجديدة في الستينات وجعلت من بيروت مختبراً للحداثة العربية. والذي أقام محترفات شارك فيها أبرز الممثلين، وبعضهم أصبحوا مخرجين من أمثال: ريمون جبارة، أنطوان ملتقى، أنطوان كرباج، ميشال نبعة، ميراي معلوف، رينه ديك، رضى خوري، رفعت طربيه، جوزف بو نصار وغيرهم  ومسرحيات عديدة عرضت منذ 1960 في بعلبك وجبيل وصيدا وفرنسا وبرلين ودول اخرى.  وقدّم  آخرها  في بلدته الفريكة مسقط رأس الكاتب أمين الريحاني حيث يقام المهرجان.
{ ما هي المقاييس الثقافية لاختياركم الاسماء المشاركة؟ 
- لجنة المهرجان مكونة من أدباء وشعراء وموسيقيين ورسّامين ومخرجين وممثلين همّهم الوحيد رفع الثقافة من حالة الانحطاط  التي تتخبط بها.
{ هل من تقييم خاص يقام نهاية كل مهرجان ولماذا اختيار الفريكة؟ 
- هذه هي الدورة الأولى بعد رحيل المؤسس ولابدّ للجنة من تقييم عملها الاداري من اجل الاستمرار علماً انها تنوي تحويل المهرجان من سنوي الى فصلي. اما بالنسبة لاختيار الفريكة مركزاً للمهرجان،  فبالإضافة الى كونها قرية صغيرة  ولاّدة للفكر والابداع بدءاً من امين الريحاني مروراً بنعوم وسلوم مكرزل والفونس فيليبس الألماني الذي اتخذ من الفريكة موطناً له وليس انتهاءً بمنير بو دبس، اسمها يعني في اللغة الاشورية «المقام المقدس» والدلالة واضحة فيه لما كانت عليه منذ بدء التاريخ.
{ المهرجان سيقام على مدار ايام متتالية هل يستقطب المهرجان الكثير من الزوار والمنطقة بعبدة عن العاصمة ؟ 
- الثقافة حالياً وللأسف لا تستقطب جمهوراً كبيراً، انما ما يمّيز مهرجان الفريكة تنوعه وغناه بالفنون وبالضيوف مما يؤدي الى تنوع الجمهور وتفاعله،  كما انه يقام في قرية من أجمل قرى لبنان على كتف ذلك الوادي السحيق الذي يفصل بين المتن وكسروان، في «كرخانة» عمرها من عمر صناعة الحرير المندثرة... تحتضن بغرفها الحجرية آخر ما تبقّى من جنة منير أبو دبس المفقودة،  وهي بعيدة كثيراًعن ضجيج المدينة العاقر وقريبة منها من حيث المسافة.
{ كلمة اخيرة؟ 
- واخيراً الى كلّ الذين تؤلمهم بشاعة هذا العالم يريدون الارتقاء بارواحهم واجسادهم الى الفرادة سيجدون في الفريكة ومهرجانها مطلبهم.