بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 آب 2019 12:05ص «موسيقانا هي الأمل» 17 عازفاً و33 كورالاً و3 مغنّين من الشباب

مسرح المدينة إستقبلهم على إيقاعات: خليفة.. الرحبانيان.. وبركات

لقطة من السهرة الموسيقية الغنائية لقطة من السهرة الموسيقية الغنائية
حجم الخط
الحفلات والأمسيات واللقاءات لا تنتهي على مدى فصل الصيف في لبنان، هذا كله عدا ما تنظمه عشرات المهرجانات من كبيرة ومتوسطة أو متواضعة لكنها تنشد التعبير عن الأمل بالغد وفرح الحياة وسط كم كبير من مشاعر الإحباط والتوقعات السلبية، لكنها الحياة لا تُعطي قيادها إلاّ لمن صبر وواصل التفاني في سبيل الأفضل.

من الملامح الحديثة لهذا المناخ ما شهده مسرح المدينة ليل الخميس في 22 آب/ أغسطس الجاري من إحتفال «جمعية الكمنجاتي» بالعيد العاشر لإنطلاقتها بعد أيام على المخيم الذي تدرّبوا فيه على الأجواء الموسيقية في منطقة كفرذبيان – كسروان وزارهم فيه الفنان مرسيل خليفة الذي تلقّى تحية من الأمسية التي شهدتها خشبة المدينة وسط حضور كثيف ضاقت به الصالة كباراً وصغاراً، مثقفين ومن عامة الناس بدت عليهم إمارات الحماسة والرغبة في المشاركة بحراك موسيقي جيد التنظيم على خلفية إعداد متين لمجموعة واعدة موهوبة من الشباب أرادوا التعبير عما تجيش به نفوسهم من مشاعر وأفكار تتطلّع إلى المستقبل بالتفاؤل والأمل من خلال الموسيقى.

هذا المناخ تعزّز كثيراً من خلال المواهب التي لاحظنا حضورها بتواضع وإصرار خلال المئة دقيقة التي قدّمت لنا تنويعة من شباب الجنسين يعزفون على معظم الآلات الموسيقية بثقة المحترفين بما يدل على رغبات جارفة للتعاطي مع الأنغام بروح المسؤولية، خصوصاً وأن هذا النوع من التعاطي فيه جاذب الشهرة والحضور أمام جمهور يصفق ويصفّر ويُعلق على ما يراه مباشرة وهو ما حصل مع العزف المنفرد لأكثر من شاب ما بين الناي والقانون والعود تحديداً فشعر هؤلاء بأنهم موجودون مرغوب بهم وبالتالي هناك من يهتم بما يقومون به.

«نور أبو ريا» المهتمة بشؤون الإعلام إفتتحت الكلام عن الجمعية وما قامت به وشكرت من رعى إستضافتهم في كفرذبيان، وزيارة الفنان خليفة، وصولاً إلى مسرح المدينة ورعاية السيدة الكبيرة نضال الأشقر، ومع وجود خمسين ما بين عازف (17) وكورال (33) قادهم المايسترو علي عبدو، بدت الأجواء ممسوكة منضبطة مع تنظيم جيد لم يختل ولا مرة خلال الأمسية التي تضمنت عدداً من المعزوفات المنفردة والأغنيات وكان الإفتتاح بأغنيتين للفنان خليفة (يا بحرية، ومنتصب القامة أمشي) ثم للأخوين الكبيرين رحباني (علموني) وزياد بطرس (أنا بتنفس حرية) وملحم بركات (تعا ننسى) ثم: هوه صحيح الهوى غلاب (زكريا أحمد - عام 1960) فمجموعة أغنيات وطنية من الداخل المحتل، مع ثلاثة أصوات أبرزها الشاب محمد علي أبو صالح، والآخران: ملهم خلف، وغيدا حسن.

الحضور الكثيف كان في غاية التفاعل والتجاوب سواء بالغناء أو بالتصفيق والتعليقات العالية الصوت إنسجاماً مع أبعاد كلمات الأغاني مما أضفى على الأمسية حالة من التناغم الشديد بين الخشبة والصالة، وهو ما أثمر عدم شعور بطول الوقت أو الملل لأن الأمور عبرت بسلاسة وعفوية ومن دون حصول نشاز في أي صوت أو خطوة في المكان الذي حكمته فعلياً أنغام الموسيقى بحيث جاء العنوان منسجماً مع الأجواء الميدانية «موسيقانا هي الأمل» وتبيّن هنا أن الأعمال الفنية ذات الوزن تعطي مجالاً للتفاعل أكثر من الشعارات المكررة وغير المجدية ميدانياً.


غناء غيدا حسن


عفوية العازفين غير الخبيرين بوجود جمهور، ولم يتعوّدوا تعليقات على أدائهم أعطى الأمسية خصوصية أقرب إلى الصورة العائلية فكانت إبتسامات الفرح على وجوههم فيها الكثير من الخجل والسعادة لأن ما فعلوه يلقى رد الفعل الإيجابي هذا وبشكل مباشر لا مجاملة فيه أبداً.