بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 آب 2019 12:18ص ميادة الحناوي وسر «إبعادها» عن مصر وعودتها مرحّباً بها من المسؤولين؟

مطربة الجيل «ميادة الحناوي»: الصامتة  بين كل المتحدّثين عن «إبعادها» و... عودتها؟! مطربة الجيل «ميادة الحناوي»: الصامتة بين كل المتحدّثين عن «إبعادها» و... عودتها؟!
حجم الخط
السؤال الذي حيّر الكثيرين من أهل الفن والصحافة في مصر والوطن العربي، بداية الثمانينات من القرن المنصرم، تعلّق بالمطربة السورية الكبيرة «ميادة الحناوي» التي أطلق عليها النقاد وأهل الغناء لقب «مطربة الجيل» تقديراً لموهبتها وإمكانياتها الغنائية؟!
أما السؤال فكان: لماذا غادرت مصر بقرار رسمي من وزارة الداخلية، وهي التي دخلتها بدعوة من موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذي استمع إليها في إحدى اللقاءات في سوريا، وقرّر تبنّي موهبتها والتلحين لها بما يتناسب مع إمكانياتها الصوتية والأدائية؟!
وكيف عادت في أواخر الثمانينات من بوابات «الداخلية والثقافة والإعلام» وحيث فُتحت لها قاعة كبار الزوّار في مطار القاهرة الدولي واستقبلها مسؤولون رسميون كبار، وخُصّصت لها أهم القاعات الرسمية الكبرى لتحيي على مسرحها الحفلة الغنائية الوحيدة التي أحيتها بمرافقة فرقة موسيقية كبيرة العدد، وبحضور رسمي لكبار المسؤولين، ونُقلت مباشرة على هواء تلفزيون مصر الرسمي، قبل أن تعود وتغادر بالمراسيم الرسمية ذاتها، عائدة إلى وطنها سوريا؟
للحقيقة، علينا أن نعترف ان لهذا السؤال «جوابين» تناقلتهما في الخفاء، وبسريّة تامة، بعض المصادر، الأول يقول ان المطربة الراحلة «وردة» والتي كانت تستأثر في تلك المرحلة بغالبية ألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، على إثر طلاقها من الموسيقار بليغ حمدي الذي كان متهماً بجريمة حدثت في حديقة منزله، بعدما ألقت إحدى ضيفاته نفسها من الشرفة، وهي الحادثة التي أجبرت الملحن على «الهرب» إلى أوروبا، متنقّلاً في إقامته ما بين لندن وباريس، ومانحاً الألحان لكل طالب، ومن هؤلاء المطربة ميادة الحناوي التي استأثرت، في مرحلة غيابها عن القاهرة (مثلها مثل بليغ حمدي - من حيث التوقيت) بالعدد الأكبر من ألحانه، وحيث كان يحضر، بدعوة منها، إلى دمشق، ليشرف شخصياً على تسجيل الألحان التي غنّتها من إبداعه، ثم يعود إلى مقر الإقامة، إما في باريس أو في لندن؟!
وبالعودة إلى المطربة «وردة»، فهي كانت مقرّبة جداً جداً من أحد «الأمراء العرب» الذي كان على علاقة متينة بالموسيقار محمد عبد الوهاب، وان هذا «الأمير العربي» أوعز لأصدقائه في «الداخلية المصرية» بـ «ترحيل» المطربة السورية، حفظاً للعلاقة الفنية بين ألحان محمد عبد الوهاب وصوت «وردة»، وفي الوقت ذاته، طلب من موسيقار الأجيال بحكم العلاقة التي تجمعهما منح اللحن الذي كان يعدّه للمطربة ميادة الحناوي للمطربة وردة؟!
أما الرواية الثانية، فتقول ان زوجة الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، هي التي أوعزت لأصدقاء في «الداخلية» إلى «التصرّف» بعدما استمعت إلى تسجيل في منزلها يتضمن، إضافة للحن الجديد الذي تجري عليه ميادة الحناوي «بروفة» أغنية «في يوم وليلة»، عبارات «غزل متبادل» بين الموسيقار والمطربة؟! وهي أيضاً التي أيّدت مطلب «الأمير» بمنح اللحن للمطربة «وردة».
وإذا كان هنالك من آراء متفاوتة حول أسباب «الترحيل»، فإن كلها تقريباً تجمع على أسرار أسباب «العودة المبجّلة» - وكما تحدثنا عنها في بداية الموضوع - فتروي ان المطربة الكبيرة ميادة الحناوي، في خلال سنوات الإبعاد، تزوجت من مسؤول سياسي كبير في سوريا، (البعض قال انه وزير الداخلية وقد تأكّد هذا القول في نعي الوزير المذكور عند الوفاة) وان هذا الوزير الزوج، لعب دوراً أساسياً في هذه العودة، بكل ما رافقها من «ترتيبات لوجستية»، بالتفاهم مع «الزملاء» في مصر، وزراء الداخلية والإعلام والثقافة؟!..
ومنذ ذاك اليوم، والمطربة الكبيرة ميادة الحناوي تدخل مصر بشكل دائم، من دون أن تؤكّد أو تنفي أخبار المصادر، إلى أن توفي الزوج «الوزير». ولكن، من دون أن تحيي أيّا حفلا غنائيا؟!
المطربة الكبيرة ميادة الحناوي، من مواليد مدينة حلب السورية، احترفت الغناء مع شقيقتها «فاتن» بتشجيع من الوالدة التي كانت بدورها تتمتع بصوت جميل، لكن الشقيقة، برغم نجاحها المقبول، لم تستمر بالإحتراف وفضّلت الإبتعاد، فيما «ميادة» تابعت الطريق، وأصبح لها «بصمة» واضحة على الغناء العربي، بفضل تعاونها مع كبار الملحنين في سوريا ومصر، ومن هؤلاء: رياض السنباطي، بليغ حمدي، محمد الموجي، محمد سلطان، صلاح الشرنوبي، عمار الشريعي، وفاروق سلامة...
وليبقى السؤال المنطقي: أليس من المستغرب أن لا يكون بين هؤلاء الملحنين لصوت ميادة الحناوي اسم الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي كان أوّل مشجّيعها والذي دعاها إلى القاهرة، وباشر بإعداد لحن جميل لها؟؟ ولكن اللحن ذهب إلى وردة، والتفاصيل كما رويناها على ذمّة «المصادر»؟!