بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 أيلول 2020 12:00ص ميشال روحانا لـ «اللـواء»: «المائيات تنقلنا إلى عالمها المفعم بالنور

حجم الخط
تغوي الألوان المائية الفنان «ميشال روحانا» الذي يستمد الضوء من شفافية ألوانه الشغوفة بمدينة بيروت خاصة، ولبنان بجباله المكللة بالأبيض والأرزة الخضراء، وسهوله وتلاله، وقرميد البيوت التراثية والمرافئ، كمرفأ جبيل البحري ، ليضعنا أمام الإنعكاس الجمالي للأماكن في لبنان دون أن يخرج عن مدرسته، أو نهج ريشته التي تبلل القماش بماء اللون ذي الرؤية الوطنية، والإنطباع الفني الواضح بتفاصيله القادرة على لملمة الخطوط الدقيقة بلمسة عفوية تتجلّى بالتناغم والتناسق، والحفاظ على الأضداد لخلق انتباهات بصرية تمسك بالحس الفني وجماليات الألوان المائية المتماهية مع موضوعية المخيّلة التي تضفي على المكان طابعا لبنانيا خاصيا يتميّز به الفنان «ميشال روحانا» وبأوجه متعددة من حيث الانطباعات التي يتركها المكان الذي يرسمه في لوحة هي امتداد تراثي أيضا يحتفظ به بنكهة الذكرى وقوة الإدراك وهو المدير الفني لجمعية إنماء الجميزة (درج الفن) وعضو اتحاد الفنانين الرسامين والنحاتين اللبنانيين. بدأ بالرسم وهو في سن الخامسة في الثانية عشرة من عمره، أصبح تلميذاً للفنان هاروت توروسيان (Harout Torossian) الذي علّمه قواعد الرسم وروحانية المائيات. حاز على دبلوم فن الرسم سنة 1952 من أكاديمية ميكال انج ثم قام بدراسات خاصة مع فنانين كبار. ومع الفنان ميشال روحانا أجرينا هذا الحوار:

{ هل ترسم ريشة ميشال روحانا رغم الدمار لتمنح اليأس؟ أم لأنك ترفض الدمار الذي حدث لبيروت فترسمها كما كانت تبدو قبل الأنفجار؟

- لا شك أن الفنان هو الشخص الأكثر تأثيراً بمجريات الأحداث والأوضاع الإجتماعية، يتفاعل معها سلباً أو إيجاباً ينقل الواقع أحيانا حزيناً كان أم فرحاً، إنما بعض الفنانين لهم منطقهم الخاص يأخذون من اليأس أمل ومن الحزن فرح وحب.

{ لماذا الآن تعيد نشر لوحة درج (الفن الجميزة)؟

- أحببت أن أعيد نشرها في ظل هذا الواقع الأليم للذكرى، وأن الأمل موجود لا بد للربيع أن يأتي، فالدمار يوم والإعمار كل يوم، مع حزني الشديد لما حصل. هذه اللوحة هي من مقتنيات القصر الجمهوري منذ 22 سنة. لوحة درج (الفن الجميزة) تحكي حلم رسمت سنة 97 ساهمت بتحقيقه، وكان ليكون شبيه (مون مارتر باريس) لو أن بلدية بيروت نفّذت ما وعدت به.

{ ميشال روحانا والألوان المائية في ظل التوتر الاقتصادي، هل ما زال الفنان قادراً على شراء المواد الأولية؟ ومن يشتري إنتاج الفنان في ظل القلق الصحي والاقتصادي وحتى السياسي؟

- أعمالي المائية هي شخصيتي الشفافة. فالمائيات تنقلنا إلى عالمها المفعم بالنور. عايشت الحرب اللبنانية بمنطق صانع الأمل، فكانت اللوحة الدواء الشافي لي وللمتلقي، لذلك تعاودني الذكرى الآن، كيفية مقاومة الفنان في مثل هذه الظروف الإقتصادية الصعبة (الفن لن يعيلنا) الفنان الأصيل لا يرسم ليعيش من بيع أعماله، إنما يعيش حين يرسم ويمارس موهبته. لا بد أن يأتي وقت حيث يتهافت الناس على إقتناء الأعمال الفنية.

{ ميشال روحانا وكلمة لمقتني لوحاتك ولوحات أخرى عن بيروت؟

- على كل الأحوال بعض محبي الفنون يحاولون إبدال أموالهن بأعمال. اليوم بالذات سؤالنا عن لوحات تمثل بيروت، عندما نفقد شىء من التراث نعرف قيمته كلوحة (درج الفن): فبعض اللوحات مثل أغاني فيروز، وديع، وزكي ناصيف، تعيش وتعيش وتعيش