عبر إحدى الشاشات التلفزيونية اللبنانية، تابعت عدّة حلقات لمسلسل لبناني يعود إنتاجه وعرضه الأول لسنوات خلت، من إخراج إيلي ف. حبيب، قصة وسيناريو وحوار الكاتبة منى طايع... وقد لفت انتباهي، هذه المجموعة الكبيرة من «النجوم» المشاركين في لعب الأدوار الرئيسية (البطولة)، إضافة إلى مجموعة أخرى كبيرة شاركت في أدوار ثانوية (سنّيدة) وباتت اليوم من نجوم الصف الأول، فيما من كانوا نجوماً أصبحوا، في غالبيتهم، اليوم «سنّيدة»؟!
من المجموعة الأولى، اقرأ أسماء: نادين الراسي، أنطوان كرباج، شوقي متى، نعمة بدوي، هيام أبو شديد، ألسي فرنيني، سهى قيقانو، عاطف العلم وسواهم...
أما من المجموعة الثانية، فأقرأ أسماء: ماغي بو غصن، كارلوس عازار، باميلا الكيك، يوسف حداد، رانيا عيسى، عصام بريدي (قضى بحادثة سير رحمه الله) وسواهم..
المجموعة الأولى كان أفرادها «يتمترسون» في الأدوار الرئيسية على تنوّع وتعدّد توجّهاتها والتي تعرف بـ «أدوار البطولة»... فيما هم اليوم، بفضل تمرُّسهم وخبرتهم بالعمل التمثيلي - الدرامي، تحوّلوا إلى «أبطال - سنّيدة»، يدعمون من كانوا ثانويين، وأصبحوا اليوم نجوماً...
ماذا يعني ذلك؟..
إنه يعني، بداية، وبكل بساطة: «أن من سار بأخلاص وحب علىالدرب وصل»... وأن «النجومية» بـ «مفهومها المتداول» لم ولن تكن أو تستمر حكراً على أحد، وإن من هم اليوم «أبطال» في الدراما التلفزيونية سرعان - ربما - ما قد يتحوّلون (كمن سبقوهم) إلى «سنّيدة»، أصحاب خبرة وكفاءة، وواجبهم المهني يفرض عليهم، كما فرض على من سبقهم، المساهمة في استكمال النهضة الدرامية بوجوه شابه ستتولّى أدوار البطولة، ولن يحق لهؤلاء، الإستنكاف عن تأدية الأدوار الثانوية أو المكملة، بحجة تراجع الأجور، أو بحجة انها «لا تليق» بالنجومية السابقة؟! لأن البطولة الفعلية لا تقاس بحجم أو بطبيعة الدور وإنما بالإخلاص في لعب هذه الأدوار، مع يقيننا بأن المقابل الذي يُدفع لهؤلاء، ضئيل بل مُعيب، وربما لذلك، نجد ان معظم الوجوه الشابة تتجه إلى الغناء وحيث المال السريع والثروة السهلة؟!.. وان لم تصدّق عزيزي القارئ، ما عليك سوى متابعة ما يعرض منذ أشهر قليلة من كليبات غنائية، وحيث الأجساد والوجوه تنبض بالايحاءات الغرائزية؟!..