بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 أيار 2018 12:41ص ندوة عن «المهلب بن أبي صفرة الأزدي» تؤكد على عمانيته التاريخية

الرواس: هدفنا وقف الاعتداء على أسلافنا

حجم الخط
مسقط- «اللــــواء»:
أقيمت في جامع السلطان قابوس الأكبر، برعاية مستشار السلطان قابوس للشؤون الثقافية عبد العزيز بن محمد الرواس، وبحضور عدد من الوزراء وأعضاء مجلسي الشورى والدولة ندوة عن «المهلب بن أبي صفرة الأزدي العماني»، القائد الأموي التاريخي، والمولود في سلطنة عُمان عام 632م، بهدف رسم صورة واضحة عن حياته، وإبراز دوره العسكري والسياسي، ودور آبائه، استناداً إلى المصادر والمراجع التاريخية والأدبية القديمة المختلفة.
وأوضح رئيس اللجنة العلمية للندوة ومدير مركز الفراهيدي بجامعة نزوى الدكتور محمد بن ناصر المحروقي أن «هذه الندوة الدولية تأتي في إطار الجهود الوطنية المبذولة عبر البحث العلمي للإسهام الفاعل في صون الإرث التليد لأمتنا، بشقيه المادي والمعنوي»، مضيفاً أن «عَـلَم هذه الندوة هو شخصية قيادية فذّة برعت في فنون الحرب وصنع الانتصارات، ونشأ في بيت زعامة وقيادة لقومه وهو أبو صفرة سارق بن ظالم العتكي الأزدي الذي وفد على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأعلن إسلامه وكنّاه بأبي صفرة.
وأكد أن التاريخ العماني يضرب بجذوره في القِدَم، وفي كثير من مراحل التاريخ كانت إمبراطورية عُمان قوية سادت بحار العالم، وتمددت على أراض آسيوية وهندية وإفريقية «وأنجبت هذه الأرض الكثير من القادة والعلماء والإرث الفكري والحضاري العُماني»، داعياً الجامعات والمراكز البحثية إلى أن تباشر لتوثيق ذلك التراث وحفظه وعرضه في عُمان والعالم لأن المهمة كبيرة جداً، رغم الجهود الكبيرة والمقدّرة التي تبذلها المؤسسات الرسمية، مقترحاً إنشاء صندوق وقفي يُساهم فيه الجميع ليكون داعماً لهذه الجهود، ومعتبراً أن الانقطاع عن التراث «خيار مَن لا خيار له»،
وقدّم الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي من جامعة السلطان قابوس - قسم التاريخ، أول أوراق العمل، وكانت بعنوان «إضاءات من التاريخ العُماني» تطرق فيها إلى ثلاثة محاور تناول فيها جغرافية عُمان والدولة العُمانية وإضاءات من التاريخ العماني والحضاري، وصولاً إلى نهضة عمان في عهد السلطان قابوس بن سعيد.
كما قدّم الدكتور فاروق عمر حسين فوزي ورقة عنوانها «دور المهلب بن أبي صفرة في المشرق الإسلامي خلال العصر الأموي»، تطرّق فيها إلى دور المهلب الريادي في العراق والمشرق الإسلامي، والتي لعب فيها أبو صفرة والد المهلب دوراً في الفتوحات في العصر الراشدي، متطرقاً إلى دور المهلب في مجابهة أكبر خطر هدّد الدولة والمجتمع، وهو خطر الأزارقة حيث تمكن ببراعته من اجتثاثهم في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان. وتناولت الورقة المناصب التي تقلدها المهلب في العراق وخراسان وأقاليم أخرى في المشرق الإسلامي. كما تطرقت إلى سيرة أولاد المهلب الذين نهجوا طريق والدهم.
وكانت ورقة لصاحب متحف «بيت قرش» جمال بن محمد الكندي بعنوان «تاريخ آل المهلب من خلال المسكوكات الإسلامية»، أكد خلالها على أهمية المسكوكات الإسلامية في كشف الحقائق، متناولاً أبرز المسكوكات التي سكّها المهالبة.
وبعد الندوة، رأى الرواس «إن هذه الندوة العلمية تهدف إلى الحفاظ على التاريخ العماني الخالد»، مؤكداً على أن «الندوة تُقام لوقف الاعتداء على أسلافنا، وعلى تاريخ رجال عظام خدموا البلاد والعباد في كل مكان تواجدوا فيه»، وأن التاريخ «ليس إرثاً لأحد، لكن الشخصيات يجب أن تعود لأوطانها ولانتمائها». معرباً عن أمله في أن تكون مثل هذه الندوات «سبيلاً لمدّ جسور التواصل مع الآخر ليكون جزءًا من هذه الأرض الطيّبة التي تحوي الكثير، ولكي يُعطى الحق لأصحابه».
واعتبر الرواس أن «الاعتداء على الأموات ليس من شيم الكرام، ونحن اليوم هنا لنصرة هذا الحق والتاريخ الممتدّ من مالك بن فهم وإلى ما قبل الملكة شمساء وصولاً إلى حكم السلطان قابوس بن سعيد، الذي فجّر النهضة التي عمّت البلاد».