بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 تموز 2019 12:02ص «نصري شمس الدين» حضر على خشبة «مترو» مع 3 أصوات

أجواء ممتعة إستعادت أبرز محطاته الغنائية المضيئة...

ملصق الحفل ملصق الحفل
حجم الخط
«الطربوش»..

يعني فيما يعني هنا الفنان نصري شمس الدين، أو نصف المسرح الرحباني، لأنه خيار الأخوين رحباني في أبرز أعمالهما لتقاسم البطولة مع السيدة الكبيرة فيروز.

التوصيف، أو التسمية إعتمدها «مترو المدينة» في سهرته المؤرّخة في 17 تموز الجاري، وموعد آخر في الثلاثين من الجاري مع خماسي الغناء والعزف: زياد الأحمدية (عود وغناء)، زياد جعفر (كمان وغناء)، سماح بو المنى (أكورديون وغناء)، بهاء ضو (إيقاع)، جورج الشيخ (ناي وربابة)، إذن ثلاثة غنّوا وإثنان عزفا فقط، وفي الوقت نفسه عزفا عن الغناء.

وللحقيقة فقد أجاد الخمسة عزفاً، والذين غنّوا كانوا في مواقعهم المثالية، يعني ما تمّ إسناده إلى كل منهم لغنائه كان جد مناسب، فغنّى وأجاد الأحمدية (كيف حالهن، سامحينا، منتزاعل ومنرضى، منقول خلصنا، دقينا ما ردوش، قتالة عيون الهوى، عالعالي الدار) وتشارك مع سماح في (زعلت حليمة) ومع جعفر (في قتّالة) ومع سماح أيضاً (يا تفاحة، طلّوا طلّوا الصيادين) وهو غنّى لوحده (شفتك مرّة حدّ العين)، (هدّوني هدّوني)، (بويا بويا)، وتقاسم غناء: يا مارق عالطواحين (مع جعفر).

زياد جعفر الذي حضر عازفاً على الكمان كان مميّزاً في أدائه الغنائي (محبوبة قلبي هالة) وعدد من المشاركات مع زميليه، وهو بدا مميّزاً، خاصاً، فيه الكثير من أيام زمان وناس الماضي.

أُلفة رائعة تابعناها مع العناصر الخمسة، مع صالة تتماهى مئة بالمئة مع الخشبة، سريعاً يعرفون عنوان وتفاصيل المطلع، هذا عدا عن الغناء مع الخشبة، والتمايل في أماكن الجلوس، وترداد عبارات الإعجاب، والسلطنة وبصوت عالٍ ومسموع جيداً طالما أن الصالة غير رحبة المساحة.

مرجعية «مترو المدينة» يجب دعمها ومؤازرتها فكل ما يفعله القيّمون عليها والعاملون على الخشبة، أنهم يبذلون جهداً رائعاً ومشكوراً ولا نجد رديفاً له في معظم الخشبات الأخرى سوى لماماً، إذن لا بأس من إلتفاتة تثمّن هذه الأجواء التي كانت بدأت مع: «هشك بشك» (ما تزال تعرض منذ أكثر من ست سنوات) وما تزال مستمرة تحت عناوين مختلفة، والجميل هنا أن جمهوراً اكتسبته الصالة وهو يتوسّع يوماً بعد يوم بحكم البحث الدائم عمّا يُعزّز ثقافة وفنون التراث والأصالة.

صوت نصري لا نقاش في قيمته وخصوصيته، وقد حاول الثلاثة كل حسب طاقته ونوعية صوته في توصيل صورة وفن هذا الكبير الذي غادرنا قبل 36 عاماً، لكنه لم يبرح مكانه المتقدّم بين كبار المطربين على الساحتين اللبنانية والعربية، ويكفيه فخراً أن أكبر فنانيْن في تاريخ الفن اللبناني المعاصر إختاراه لتناصف بطولات معظم مسرحياتهما، مع الكبيرة فيروز.

«الطربوش» سهرة تبقى في الذاكرة.

ونصري شمس الدين ما زال مظلوماً كإمتداد لما طاله في حياته من تجاهل، والأمل التركيز على مدرسة هذا الفنان وتعدّد قدراته المبهرة  في الغناء والتمثيل.