نصيحتي لك يا ولدي خذها مني بعين الاعتبار
ولا تدعني لسهاد ليلي وأنا مع نفسي دائماً بحوار
البحر الذي تغوص أغواره صعب فيه الإبحار
فيه القرش وفيه الحوت وفيه قنديل النار
وفيه الأمواج المتلاطمة مع كل عاصفة واعصار
فالقرش يهجم عليك من حسد أو طمع للاتجار
والحوت لا يؤتمن له ربما يؤذيك ببالغ الأضرار
وقنديل النار ليحرق سمعتك بأختلاق الأخبار
تلك هي السياسة يا بني هل يوجد أهم من هذه الأعذار
ابتعد عنها فلست منها ولا هي لك إتق شر الأشرار
أنت ريان من كفاح والدك وهو ملء السمع والأبصار
بنى امبراطورية شامخة موجودة في كل الأمصار
امبراطورية أسّسها بالكفاح وعرق الجبين والأسفار
مهما أحسنت وصفي لتلك المؤسسة ليس فيها اكثار
لأنها موجودة في كل بلدان العالم ولها طيب الآثار
تلك التي ترفع رأسك شامخاً بكل اعتزاز وإكبار
يا بني لا يغرّنك كرسي السياسة لأنه ملوث بالأقذار
أقذار بعض الحاقدين والطامعين ورداؤهم العار
والذين يتهمون الغير كذباً معتقدين عليهم أستار
يا بني أنت تعرف رأينا لعمرنا ما أردناها لك رفضاً وإنكار
اسمع كلامي وارجع إلى عرين المؤسسة هو النور والاعمار
يا بني ما أطلبه ليس كلاماً بل نريده منك فعلاً وبإصرار
أترك السياسة وشأنها أتركها دون تردّد وأسف ولا تحتار
مؤسسة والدك أكبر من كراسي السياسة لأن اسمها كالمنار
لأنها أنجم السماء المشعّة تلألأ بكل ألوان الأنوار