بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 كانون الأول 2020 12:00ص نقاط البداية الفوضوية في أعمال الفنان الأميركي «جاي زرب» (Jay Zerb)

من أعماله من أعماله
حجم الخط
يحدد الفنان الاميركي «جاي زرب» (Jay Zerb) نقاط البداية الفوضوية في أعماله عبر نظم تهدف الى فهم الواقع من خلال النمط العقلاني للفوضى، وفق الانجازات البصرية القادرة على خلق الخطوط المحددة القصيرة والطويلة، مما يؤثر على التناغم غير المتزامن، وبتسلسل تتناقض معه الأشياء أو الأحرى الأشكال، ليخلق من الفوضى أنظمة بصرية قادرة على فكفكة التعقيد المستعصي على الفهم، وبقدرات لونية تتذبذب معها الأسس والمعايير، لتكوين صورة واقعية من خلال السلوكيات غير المحتملة للإنسان الذي يرى الأشكال على هواه، وبالتالي تكوين معرفة عن واقع يبحث عنه أو البحث عن المجزّأ والمكتمل من خلال الفوضى، لمعرفة الحقيقة أو ما يشابهها. لهذا نجد في رسوماته الكثير من الفوضويات التي تنتمي إلى العالم المعقّد، ووبعض الاحتمالات الفراغية لتبسيط الواقع من خلال الفن وفضاءاته التخيّلية، إذ يعتمد «جاي زرب» عن حلول تشكيلية لفوضى منظمة في رسومات هي هياكل تنهار بصريا، اما لضعف في النقاط وتوزيعها، واما لشدّة النقاط وتآزرها، وفي الحالتين الغموض في التشكيل هو تنوّع النقاط مع الألوان، وبتوزيع متناقض بصريا كتجريد رؤيوي متنوّع لموسيقى الطبيعة، مما يعكس فهم الواقع لريشة تبحث عن التطابق والتناغم لأنظمة فوضوية تنهار بسهولة. فهل يمكن رؤية ذلك من خلال الفن؟

تختلف بعض السمات البصرية في أعمال الفنان «جاي زرب» اختلافا جوهريا، مما يسمح للبصر البحث عن حلول متعددة، لتعقيد فني ذي قدرة على تعظيم الفوضى، بعقلانية تتوافق مع الرؤى المحدودة التي تتسبب بالغموض، وعدم اليقين بكسر القيود الأخرى التي تولد من معادلات الفوضى، بمعنى أن يصبح اللون هو سيد الموقف في لوحة تعيدك الى نقطة الصفر كلما حاول المتأمل لها العودة الى نقطة البداية وفق فلسفة تشكيلية هي تحديات عقلانية للفوضى المنظمة التي يجعل منها فناً غارقا بالقيود، لصنع طريقاً لريشة تعالج التناقض بالتناغم، وبشكل موضوعي يرتبط بحدود رياضية، وضمن عدة مستويات بصرية لبنية تخيّلية خارجية تتكيّف مع الداخل، بصياغات تؤثر على الاختيارات التي يمنحها قيمة حسية لا تنفصل عن الأسس الفنية والتفاعل معها، بعبارة أخرى فهم الواقع من خلال النمط العقلاني للفوضى بعيداً عن التكرار المنظم، بل بتوزيع لنقاط هي أسس لفرضيات يمكن لها أن تكون البدائل لفوضى أخرى، وبالتالي كل لوحة تستكمل الأخرى كالأجيال التي تتابع. فهل يحاول شرح نظرية الفوضى الخلّاقة من خلال الفن التشكيلي؟

ان صقل حريات الأشكال في لوحات «جاي زرب» هي قاعدة بيانية للفوضى البصرية التي تكشف عن إبداعات تُفهم على أنها تطوّرات لونية تتعلق بحرية اللون أو أساسه، والاشتقاقات هي للمعايير التي لا يمكن الحكم عليها، وكأنه يستبعد الإلهام الفني عن أعماله، ليجعل منها معادلة عقلانية لإنتاج بصري يعتمد على نظام هو ينتجه من خلال لوحة، وبسيطرة على ريشة تتغذى من ثقافات متنوّعة توحي بأشكال مختلفة هي ثورة مغايرة لمفهوم الفوضى التي يمكن من خلالها إعادة الأشياء الى الأسس التي انبثقت منها، وبأسلوب ديناميكي لا يمكن وصفه بالحر، لانه مقيّد بأنظمة فوضوية هي شبكة كيمائية تتفاعل معها الأشكال والألوان، وحتى الوحدات في البنية التي ترتكز على قاعدة حسابية دقيقة في رؤاها، لتكون اللوحة بمثابة طبيعة بشرية لا تقود الإنسانية الى الجمال المطلق، بل الى اشتقاقات جمالية مجزّأة بفهم للمنطق الجمالي في الفن. فهل نجح جاي زرب بذلك؟



dohamol@hotmail.com