بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 تشرين الثاني 2020 12:00ص نكبة.. للسياحة!!

حجم الخط
خلال برنامج تلفزيوني طرح وزير سابق فكرة يقول انها قابلة للنقاش..

ألا وهي تحويل إهراءات مرفأ بيروت المدمرة إلى معلم سياحي يذكّر، كما قال، بالحدث الجلل الذي حلّ بالوطن بتاريخ 4 آب، مضيفاً ان دولاً كثيرة تحتفظ بأحداث من هذا النوع لاستثمارها سياحياً مما يدرّ دخلاً لا بأس به للدولة.

قد يكون الأمر قابلاً للنقاش فعلاً ولكن توقيت طرحه لا يخلو من بعض الاستهجان كردّة فعل عليه..

هناك من لا يزال مطموراً تحت الردم في المكان الذي يتحدث عنه تحديداً، وما زالت المأساة مجسّدة في دموع الأمهات ولوعة الآباء والاخوة والمحبّين على أبرياء قضوا نتيجة ما لم يعرف سببه بعد.

ويستشهد بهياكل بعلبك من قبيل التشبيه..

وفات الوزير الكريم ان هياكل بعلبك بقيت كدلالة وآثار على حضارة مضت بعد أن مرّت على هذه الأرض..

وليس كتلك الذي مرّت علينا في مرفأ بيروت، إذ ما زالت الأسباب والمسببين يدورون جميعاًً في دائرة مفرغة ولا يعلم إلا الله متى يتوقف هذا الدوران.. إذا توقف!!..

فهل نحوّل المكان إلى معلم سياحي ليقول للزائر في أبسط الأحوال كم بلغ مستوى اهمالنا؟.. أو على مدى استهدافنا؟.. أو على انخفاض علو جدار هذا الوطن المبتلي بكل أنواع التشرذم وعدم الولاء؟..

هل نكشف عن عوراتنا الوطنية أمام أعين العالم أجمع وهو الذي بات يعرف ربما أكثر مما نعرف عمّا يجري على أرض هذا الوطن من أحداث نعيش بداياتها ولا نعرف نهاياتها؟..

نتمنى على الوزير السابق أن يتبنّى من التصوّرات ما يدعم من تشرّد وبات دون مأوى إذ أن من هو فوق لا يعرف ماذا يحدث تحت..

وكيف أن هناك من يبحث عن الطعام في مستوعبات النفايات وان هناك مرضى لا يملكون ثمن الدواء..

والسلسلة تطول وكلها مجللة بالسواد.

وأخيراً عندما يستعين بمثال (الهولوكوست) كمعلم يستجلب الزوار، نقول لمعاليه أن هناك من يشكّك في حصول «الهولوكوست» أساساً، مع التمنّي على الشريحة السياسية الموجودة في مراكز الفعالية النزول قليلاً من الأبراج العاجية للاتصال بالأرض ومن عليها وما عليها من مآسٍ..