بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 تموز 2020 12:00ص هل تثير شبكات التواصل الإجتماعي ردود الفعل الفنية وجدانياً؟

لوحة للفنان العراقي علي التاجر لوحة للفنان العراقي علي التاجر
حجم الخط
تثير شبكات التواصل الإجتماعي ردود الفعل الفنية وجدانيا وبعيداً عن المعارض الواقعية التقليدية، فغالبا ما يتم عرض الأعمال الفنية التي ينظمها بعض من الفنانين تلقائيا وبشكل جماعي أحيانا، وذلك لإحياء السوق الفني الذي بات مرتبطا بأحداث اليوم الاقتصادية والاجتماعية، والأبرز من كل ذلك الصحية. فهل تعثر الإقتصاد الفني من خلال المعارض التي أغلقت أبوابها أثناء أزمة وباء كورونا، واستطاع تحقيق نقلة نوعية عبر شبكات التواصل الإجتماعي؟ وهل من ردود فعل تجارية حققت بعض المبيعات الخفيفة من خلال هواة جمع اللوحات التشكيلية أو الأعمال الفنية المرتبطة بالعرض والطلب خاصة؟ أم ان اللوحة افتراضياً هي جزء من الحل في ظل هذه الأزمة؟

تنتقل جمالية اللوحة بين درجات متعددة من الاتقان الى التحليل النقدي المرتبط بتحديد سعر اللوحة، ووضعها على الميزان التجاري دون الوقوع في المزادات التي كانت مزدهرة على أرض الواقع، لتصبح افتراضيا الوسيط الفني الأقل تفاعلا مع هذا السوق الذي يحتاج الى رؤية بنّاءة وأكثر حداثة وتحقق الربح المادي والجمالي لكلا الطرفين، بل تنتقل على صفحات الشبكات الاجتماعية، لتناولها فكرة مثيرة ما أو لمعالجتها بشكل فني موضوعا يحاكي الأزمات التي يمرُّ بها العالم بأكمله، وبالتالي تقفز اللوحة من سعر إلى سعر، وبشكل مجزّأ يتراوح من السعر المنخفض الى السعر العالي أو الى العدد الأكبر من المشاهدة الذي يخفي واقعا اقتصاديا مريراً تختبئ خلفه المناخات التجارية المرتبطة بالآثار الجانبية لأزمة الكورونا التي تسببت بظهور أسماء فنية جديدة، واختفاء أسماء كانت تجارية بحتة فيما مضى. فهل ستجد صالات العرض صعوبة متزايدة في استمراريتها بشكل اقتصادي مرتبط بسوق الفن الذي بدأنا نشهده عبر شبكات التواصل الإجتماعي والقفزات التي يحققها؟ أم ان المعارض التشكيلية ستكون اكثر فاعلية افتراضياً؟

لم يكن من المتوقع أن تزداد المنافسة بين الفنانين في ظل الفيروس الذي اجتاح العالم وفرض العزلة، بل وفرض على الريشة الفنية التوتر والقلق والتقاط الأحاسيس الفنية من خلال الأحداث التي فرضت نفسها على سوق الفن أيضاً، وبالتالي أصبح المشتري في الأزمة الاقتصادية أيضا يبحث عن اللوحة القادرة على فرض نفسها جماليا وتقنيا من حيث قوتها والتزامها بالمعايير الفنية، وتلك التي تتحدّى بمقاييسها السوق الفني الافتراضي الذي أصبح أكثر تحليلا ونقدا من السابق، لأنه يحتاج الى نقلة نوعية في العمل الفني الذي يختاره، والقادر على إبراز جودته وقوته في المنافسة التي أصبحت بمتناول الجميع فنيا، مما قسّم السوق الفني الى أنواع: السوق الأول والسوق الثاني، الأول افتراضيا وعلى أرض الواقع والثاني افتراضيا فقط، ويتحكم بجودة اللوحة اقتصاديا، وهذا التحوّل في السوق الفني قد يخفي نتاجا يعكس قوة اقتصادية لاحقا من شأنها أن تضع نخبة معينة من الفنانين أمام العرض والطلب في السوقين، الأول والثاني، وبالتالي وضعه أمام جميع الميزانيات القادرة على الامتلاك الفني أولا ومن ثم التجاري. وهذا سيغربل الانتاج الفني من حيث الجودة وذلك الذي فرض نفسه بقوة في السابق وحاليا، ويطوي بعض الأسماء غير القادرة على التجديد والمنافسة الافتراضية، وتحقيق قفزات على شبكات التواصل الاجتماعي، والمرتبطة بشكل أوسع بتحقيق عدد المشاهدات والمتابعة. فهل تثير شبكات التواصل الاجتماعي ردود الفعل الفنية وجدانياً؟ أم أن عقلانية اللوحة ستكون هي العنصر الفعّال والأكثر قوة من غيرها، وما بين الوجدانية والعقلانية في اللوحة التشكيلية ماذا سيختار سوق الفن أولا؟