بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 تموز 2018 12:04ص هل تشيخ الامم؟!.

حجم الخط
هي نظرية ابن خلدون حول نشوء الأمم ونموها واعمارها اعتقد البعض بصوابيتها نظراً لمجريات التاريخ ونشوء حضارات عظيمة في أنحاء الأرض ثم ضعفها وانهيارها...
وإذا أردنا تعداد هذه الأمم نجد جدولاً طويلاً من الآرامي والحثي والفرعوني وغيره... وصولاً إلى العثماني في العصر الحديث والذي انتهى وفق الوصف الغربي له إلى انه «الرجل المريض» الذي تمت التصفية الاستعمارية لاماكن سيطرته وتوزيعها حصصاً على القوى الغربية المهيمنة آنذاك.
لكن السؤال الأساسي يبقى دائراً في فلك الاستفهام... هل تشيخ الأمم فعلاً... أم ان حلم ابن خلدون هو حكم موضوعي مبني على المجريات والمتغيرات التاريخية؟..
هناك ما ينقض هذه النظرية...
وكي لا نبتعد لنبقى في اطارنا...
حضارات كبرى نشأت في شبه الجزيرة العربية كان لها وجودها الفاعل وانجازاتها الحضارية على سبيل المثال في اليمن حيث تدور المعارك اليوم والتي أنهى هذه الحضارة انهيار سد مأرب وخروج  العرب قبائل وجماعات للانتشار في كافة أنحاء المنطقة..
لكن الأمة لم تشِخ..
بقيت قواها كامنة بأنتظار المحرك الدافع فكانت الدعوة الإسلامية السمحة التي أعادت الحياة بأجلى معانيها واستطاعت الوصول إلى اقاصي الأرض وادانيها... وما زالت..
وعلى سبيل الذكر لولا هزيمة عبد الرحمن الخافقي في معركة «بلاط الشهداء» في أواسط فرنسا لكانت اوروبا اليوم ومن ثم الولايات المتحدة الأميركية كون الهجرات الأساسية إليها كانت من أوروبا، لكانت كلها تعتنق الإسلام ديناً وحضارة.
وهذه ليست الحالة الوحيدة التي تناقض نظرية ابن خلدون هناك حضارات امم الشرق الأقصى كالصين واليابان فالامة الصينية بقيت في حالة ركود لقرون عديدة بعد حضارة فاعلة إلى ان جاء المحرك عن طريق ماوتسي تونغ وثورته الثقافية وبالتالي عادت الصين إلى تبوؤ موقعها بين الأمم كطليعة اقتصادية وسياسية وحضارية..
والأمر عينه ينطبق على اليابان...
إذن المشكلة تتجسّد في المحرك... وجوده أو عدمه فلا شباب ولا شيخوخة إنما وجود محرك أولاً...
في العالم العربي سنة 1952 حصلت الثورة المصرية فكانت المحرك الذي حرك المنطقة من المحيط إلى الخليج وكانت تأثيراته بالغة أيضاً في العالم الثالث «مؤتمر باندونغ» وما نشأ عنه من تحالف سبب ثورات تحرر وتغييرات سياسية واقتصادية...
مناقشة نظرية ابن خلدون تطول..
لكن التسليم بصحتها جذرياً لدى البعض ومن خلال بعض الأصوات التي تطلع علينا بين الفينة والفينة لا تورث الا الاحباط واستمرار التردي..
لسنا بأنتظار «غودو».
بل نحن بأنتظار المحرك..