بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 آب 2019 12:09ص هل نطالب بتعويض؟!

حجم الخط
في بلاد الغرب وفي الولايات المتحدة الأميركية تحديداً تصدر عن المحاكم أحكام غالباً ما تكون للمرة الأولى وفي مكانها.
آخر ما في هذا المجال خبر ورد في صحيفة «سياتل تايمز» مفاده ان مواطنين أميركيين تقدّما بشكوى أمام المحكمة الفدرالية في سياتل إتّهما فيها مؤلف كتاب (مليون قطعة صغيرة) جايمس فراي بـ «تضييع وقتهما» وتبيّن ان الكتاب الذي يتضمن مذكرات المؤلف احتوى على الكثير من المبالغة مما اضطر الدار الناشرة للكتاب لإعادة ثمنه لعدد من المحتجين.
نحن دون شك ضد إستعارة أو إستيراد كل ما يناسب الخارج لأنه ليس بالضرورة يناسبنا.
لكن مع هذه الدعوى تحديداً نحن مع إستيرادها قلباً وقالباً ليس لأن (الفرنجي برنجي) بل لأنها قد تكون العلاج الشافي لمعظم ما تطالعنا به دور النشر من سخف..
سخف يجتمع في مهرجان سنوي من خلال المعارض وعلى مدار العام.
فالشعر الذي ينهمر غيثه علينا كأنهمار العقد السياسية التي تولد فجأة كالسكتة القلبية أقل ما يقال في معظمه انه لا يشبه الشعر.. ولن نقول ما قاله القائل:
تحدّثني فلا أفهم عليها
كأن حديثها الشعر الحديث
فجوّ الاستسهال للكتابة الشعرية قد سبّب إسهالاً أدبياً لا علاج له، وأمطر سخفاً وترّهات لا تحتمل.
وان كان هذا لا ينفي وجود بعض الكتابات الجادّة التي تلمع وسط ديجور الحالة الشعرية عندنا.
أما «الرواية» المسكينة التي انخفض علو جدارها فسهل القفز فوقه.. فحالتها حالة..
يأخذونها إلى مكان غير مكانها..
ويدعونها تتكلم بلسان غير لسانها..
وكأن بينها وبين مجتمعها انفصاماً لا إلتحام بعده..
يندر أن نقرأ رواية لأحدهم أو لاحداهن إلا ونجدها عابقة برائحة الجنس الرخيص المبتذل في مشهديات لا تمّت إلى الأدب بصلة.
ونقرأ لبعض من يفتري على النقد متطفّلاً، (كما يفترون هم على الرواية) تقريظاً ومدحاً لأعمال لا يصحّ فيها إلا الذم.
أما الكتابة المسرحية فكاتبها «مفقود مفقود يا ولدي» بالإذن من الراحل نزار قباني في (قارئة الفنجان).
لذلك يستعيرون في ما تشهده الخشبات من بلاد الضباب والهباب... والإستعارة لا تبني عمارة.
بالمختصر..
نحن مع الدعوى المقامة في أميركا..
ولماذا لا نطالب بتعويض عن هدر الوقت، ونحرج المحاكم بما يزيد حملها من إحراج... كأن ما فيها لا يكفيها...