بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 أيلول 2019 12:04ص هل هو إنهيار؟!

حجم الخط
سؤال يدور في خلد البعض ويعلن على حياء أحياناً هل نحن نمرّ فعلاً في حالة إنهيار ثقافي؟!..

تتعدّد الإجابات وتتنوّع لكنها لا تعطي قولاً فصلاً، فليس من السهل أن تحكم على حالة ثقافية عامة بأنها في حالة انهيار، وكذلك على انها في حالة ازدهار.

معايير القياس الثقافي غير محددة بالضبط لذلك فأن الحكم عادة ما يكون انطباعاً دون الغوص في قاع الوسط ودون شمولية الاطلاع على أنشطة وفعالية كافة قطاعات الإنتاج الثقافي.

في مطلق الأحوال فالثقافة هي نتاج مجتمعها وتعكس إلى حدّ بعيد حالته سلباً أو إيجاباً.

لكن الملاحظ ان حاملي كلمة الانهيار يعتمدون في حكمهم على الحالة الانتاجية الابداعية التي تعاني دون شك من حالة استسهال في كافة المجالات.

فالتشكيل ساحة خصبة للكثير من الشوائب وكذلك الرواية والشعر الخ...

ومرد ذلك دون شك إلى غياب حالة نقدية جادّة قادرة على الغربلة والفرز بين الغث والسمين وإعطاء كل ذي حق حقه.

النقد عملياً شبه مفقود بإستثناء حالات قليلة يكاد صوتها وسط الضجيج الانطباعي أن لا يكون مسموعاً.

من هذه النقطة تحديداً نشعر ببعض البهجة والأمل عندما نرى من يخرج من ساحة الاكاديميا طلاب يتجهون في اختصاصهم إلى حقل النقد وفي هذا ما يبشّر بولادة حالة نقدية تستطيع التغيير ولو ببطء في الواقع القائم ولو بعد حين.

من ناحية أخرى، لا يُمكن أن تطلب من مجتمعات تتأجج فيها نيران الحروب الأهلية على أنواعها ويتردى فيها مستوى المعيشة إلى ما دون الصفر أن تقدّم ثقافة بارقة...

انهيار؟...

لا انه ليس انهياراً بل يُمكن وصفه بالخفوت لكن أسس التغيير موجودة في موروث حضاري يمتد عبر مئات السنين حاملاً من الثروات الثقافية ما يجعله مادة أولية أساسية لقيام ثقافة نهضوية فاعلة.

وهنا نقف عند أحد أهم أسباب الواقع الثقافي الخافت كما سبق وصفه.

ألا وهو انفصال من يعمل في الحقل بشكل شبه كليّة عن التراث وما يحتويه..

وركوب موجة الحداثة بمفهومها السلبي الذي أوصل إلى ما وصلنا إليه.

الأمل في استقرار سياسي وأمني واقتصادي منشود لا نعلم من حظ أي أجيال سيكون.