بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 كانون الأول 2019 12:00ص هل هي اليقظة؟...

حجم الخط
ذات يوم كنّا في النادي الثقافي العربي نستمع إلى محاضرة للدكتور الراحل قسطنطين زريق لا أذكر عنوانها لكنها تتعلق بحاضر الأمة العربية ومستقبلها.

وأذكر انه في جملة ما قاله انه سيأتي يوم وتستفيق الأمة من فوضاها بعد أن يبلغ الوعي لديها درجة تسمح بحصول ما يشبه الانفجار الذي يعمُّ المنطقة الهدف منه الوصول إلى الحالة التي تتمنّاها شعوبها.

وكأن الدكتور الراحل كان يقول ما يشبه النبؤة لكنها نتيجة عقله الرؤيوي وتركيزه على النظرة القومية للواقع...

الناظر إلى خريطة المنطقة اليوم والمتأمّل في هذه الحرائق الشاملة المتنقّلة من قطر إلى آخر يتساءل هل هي نتيجة درجة الوعي الذي تكلّم عنه زريق أم ان هناك أسبابا أخرى؟..

البعض يردّها إلى استراتيجية الشرق الأوسط الجديد التي أعلنت بكل وضوح في مواقع القرار وعلى ألسنة مسؤولين يساهمون بفعالية في رسم الاستراتيجيات والخطط التنفيذية لها.

وإذا وافقنا على ذلك نصل ان وجود مخرج يحمل بيده الـ «ريموت كونترل» ويحرّك الأمور تنفيذاً لما سبق الكلام عنه.

ولكن البعض الآخر ونحن منه لا يرى الأمور بهذا المنظار، بل يذهب إلى ما قاله قسطنطين زريق ذات يوم.

ثمّة نظرية في الفيزياء مفادها «ان الضغط يولّد الانفجار»..

وها نحن وسط هذا الانفجار ومفاعيله وإلا ما معنى هذا الانتشار على كل الأرض العربية تقريباً بأهداف وشعارات شبه موحّدة، وآخرها ما نشاهده على الأرض اللبنانية..

الوعي؟!...

أجل هو الوعي بعد الاختمار، فمنذ ضياع فلسطين سنة 1948 وما تبعها من انقلابات ومتغيّرات في الأنظمة القريبة منها والبعيدة عنها، منذ ذلك التاريخ مروراً بهزيمة سنة 1967 وظهور المقاومة الفلسطينية..

كل هذا أحدث هزّات في العقل العربي تشدّه إلى الواقع وتجعله ينظر إلى مجتمعه الكبير نظرة مختلفة، ومن ثم أتت ثورة الاتصالات لتجعل العالم برمّته قرية واحدة تنحصر في شاشة التلفاز أو الانترنت.

كل هذا أوجد حالة من الوعي بدأت تتجسّد على الأرض تباعاً في حالات مد وجزر لا بد لها في النهاية من الوصول إلى تبيان هدف موحّد يغيّر المعايير وموازين القوى... وقد يغيّر الجغرافيا.

ما نراه الآن على الأرض العربية هو بعض من متغيّرات أساسية في الطريق إلينا...