هبَّ علينا كسعير النار ليحرق قلوبنا ولا نار سقر(1)
اقتحم علينا كالمارد الجبار مليئاً بالمصائب والخطر
هو معنا في حلنا وترحالنا ليلحق بنا كل اذى وضرر
لا يفارقنا بالنهار ولا بالليل ربما حتى ساعة الفجر
فرق الاحباب شتت الاصحاب ليقضي على كل وطر
طلق الازواج أبعد الأبناء اعادونا لنقطة الصفر
العائلات لم يعد مجموعاً شملها لتبادل الحديث والسمر
كل صغير وكبير بيده هاتفه ينظر إلى صوره ويقرأ كل سطر
لا يأبه لكلام الوالد لو كلمه وكأنه صار اصم كالحجر
ولا لنداء الوالدة وكأن ليس لها من البرِّ أي أثر
يتجاهلها كأنها سراب وإذا تكلم كلامه قاسٍ كالصخر
وإذا نظر إليها نظراته كأنها لوم أو كسهام النظر الشزر
صار هذا المارد الجبار كالأسد المفترس أو كالنمر
نفرح ونقول تكنولوجيا يرشدنا ولو لعمق البحر
يقودنا إلى أي مكان نبتغيه معرفة حتى لمسافات السفر
ولو لآخر بقاع الأرض بالصوت والصورة ولنا كل الفخر
جهلنا انه داء خطير وانه يخل بالدماغ والفكر
يصبح تائهاً وسط اللاتركيز واللاوعي المدمر
يوهن القلوب ويشل العقول ماحياً كل أثر
هو الهاتف الذكي اقتحم البيوت حقاً هو وباء العصر
(1) نار سقر: نار جهنم