بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 كانون الثاني 2018 12:01ص وفود شعبية من القارات الـ4 إلى مصر في ذكرى مئوية جمال عبد الناصر

الرئيس السيسي يُذكِّر بنضالات القائد الزعيم ودعمه لحركات التحرُّر في العالم

حجم الخط

ورسالة المطربة نجاح سلام للمؤتمرِين تُقَاطَع بالتصفيق

تلبية لدعوة من اللجنة القومية المنظَّمة لمئوية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، توافد المئات من رؤساء وممثلي التنظيمات الناصرية والقومية ومن مختلف العواصم العربية والافريقية والآسيوية ومن أميركا اللاتينية، إلى العاصمة المصرية، القاهرة، للمشاركة في احياء ذكرى مئوية الرئيس الزعيم الراحل جمال عبد الناصر (15 ديسمبر 1918 - 15 ديسمبر 2018).
البداية، كانت بتجمع الوفود صباح يوم الاثنين (امس) حول ضريح الزعيم الراحل، في المسجد الذي يحمل اسمه بمحلة «منشية البكري»، حيث تليت الفاتحة عن روحه الطاهرة، وظهراً، انتقلت الوفود إلى مبنى دار الأوبرا المصرية- المسرح الكبير، لمباشرة نشاط المؤتمر السياسي، وخلاله ألقيت كلمات رؤساء الوفود، وكلها تحدثت عن إنجازات الزعيم الراحل، الوطنية والميدانية، وعن مواقفه العروبية والتحررية وعن دعمه المطلق لكل حركات التحرر في افريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، وعن حلمه بقيام الوحدة العربية بين شعوب الأمة..
الإعلام المصري، واكب الافتتاح على المستويين الرسمي والشعبي، حيث وجه رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي عبرالتلفزيون الرسمي، كلمة إلى الشعب المصري والعربي والافريقي والآسيوي والأميركي اللاتيني ذكّر فيها بمواقف الزعيم عبد الناصر - كما وصفه - النضالية، ودعمه للشعوب المستعمرة للإنتفاض والتحرر، وللإمساك بناصية الحكم الوطني في بلادها، كما اضاء على دور الزعيم الراحل في ثورة 23 يوليو 1952 التي أنهت الحكم الملكي وحولت «المملكة المصرية» المحكومة من غير المصريين إلى «جمهورية» ديمقراطية يحكمها شعبها.
وبالعودة إلى برنامج «المئوية» أي في صباح اليومن التالي (اليوم الثلاثاء) ستقام ندوة فكرية يتحدث فيها قادة ناصريون وافارقة وآسيويون ومن أميركا اللاتينية عن دور جمال عبد الناصر في حركة التحرر التي طردت المستعمر عن أرضهم، وعن الفكر المستنير للزعيم الراحل الذي انار طريق الشعوب الساعية للحرية..
اما الحفل الفني - الغنائي الكبير والذي سيقام على مسرح دار الأوبرا المصرية - المسرح الكبير، فستفتتحه القاضية تهاني الجبالي، نائبة رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقاً، بتلاوة الرسالة التي وجهتها حاملة لقبي «صوت العرب» و«عاشقة مصر» المطربة الكبيرة نجاح سلام، إلى روح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وهي الرسالة التي حملها معه الى المؤتمرين في القاهرة المحامي عمر محمد زين، الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب، ورئيس المنظمة العربية لحماية ومساندة الصحفيين وسجناء الرأي.. وهنا نص الرسالة، وتنفرد «اللواء» بنشره، مشاركة منها في المناسبة الوطنية والقومية:
من نجاح سلام إلى الزعيم الخالد جمال عبد الناصر (في مئوية مولده)
السيدات والسادة،
قد يستغرب البعض منكم تقديمي هذه الرسالة، وقد يتساءل ما علاقة «مطربة» بذكرى مئوية ميلاد الزعيم، حتى تتوجه إلينا في هذا الحفل بمثل هذه الرسالة؟
الحق أقول لكم بأن الزعيم جمال عبد الناصر كان يقدر الفنون، ويؤمن بأن الأغنية وخاصة الوطنية والقومية لها دورها في رفد الأمة بطاقة كبيرة من الاندفاع والحماس عندما كان الموقف السياسي وحتى العسكري يتطلب ذلك.
وكنت وما زلت اعتبر ذلك واجباً قومياً عربياً لما للأغنية وانتشارها من تأثير على جماهير الأمة.
فعندما رفض الوفد البريطاني المشترك مع وفد صندوق البنك الدولي تمويل مشروع بناء السد العالي، سارعت إلى إطلاق أغنية باللهجة اللبنانية مطلعها:
اليوم اليوم اليوم النصر
عصرنا قلب الأعدا عصر
فجر جديد وعهد جديد
كل العرب بتأيد مصر
ولأن الزعيم الراحل ردّ على عنجهية الغرب بأن أعلن تأميم قناة السويس استكملت الأغنية على النحو التالي:
عبد الناصر يا جمال
للغرب بتعطي أمثال
قالوا السد العالي زال
قلهم .. أممنا القنال
إن أغنيات مرحلة بناء السد العالي وما قبلها من مراحل عرفتها الأحداث الوطنية التي شهدتها مصر العربية، ترافقت دائماً مع عشرات الأغنيات الوطنية والقومية التي عبرت عن أماني الجماهير العربية.
وأن وجهة نظري الشخصية من حضور الفنان إلى جانب قيادته السياسية التي تعبر عن تطلعات الشعب وتعمل لنهضته وتقدمه يعني ان الشعر والموسيقى والغناء لا يقل عن الرشاش والمدفع في ساحات الوغى بدليل أغنيتي عرفت بإسم «يدي الله» والتي عرفت باسم «أنا النيل مقبرة للغزاة» وقد حضرت كبند من بنود اتفاقية «كامب دايفيد» (الملحق السري) حيث طلب الكيان الصهيوني منع بثها نهائياً في أي من المناسبات الوطنية المصرية، لما كان لها من تأثير نفسي إيجابي على جنودنا المصريين المقاتلين داخل بور سعيد وعلى الجبهات في حرب 1956 (العدوان الثلاثي).
السيدات والسادة،
لقد كرمتني مصر عبد الناصر وشرفتني بمنحي جنسيتها، وسكنا دائماً على أرضها الطاهرة وتوجتني بلقب «عاشقة مصر» و«صوت العرب» فكل الحب والوفاء لهما.
وهذه الكلمة في مناسبة مئوية ميلاد الزعيم التفاتة وفاء وحب أيضا، لمن أحب شعبه ووطنه العربي الكبير، ولمن كان أول من أطلق الصرخة المدوية «ارفع رأسك يا أخي فقد زال عهد الاستعمار».
أيها الحفل الكريم،
شكراً للجنة القومية المنظِّمة لمئوية الزعيم على اطلاقها المئوية، وسنستمر مؤمنين بثوابت الزعيم الخالد جمال عبد الناصر مع كل الأوفياء العروبيين على الأرض حتى النصر المبين.
نجاح سلام
بيروت في 25/12/2017

وقد استقبلت الوفود رسالة المطربة الكبيرة نجاح سلام بكثير من الترحيب، وقاطعتها مرات عدة بالتصفيق الحاد، لتتوالى من ثم فقرات الحفل الغنائي والقومي، والبداية، أغنية «يد الله» التي لحنها الموسيقار رياض السنباطي وغنتها نجاح سلام إبان العدوان الثلاثي (1956) على بورسعيد، وبشهادة المقاتلين الذين خاضوا معارك هذه الحرب، فإن هذه الأغنية كانت تحفزَّهم لمواجهة العدوان ببسالة واندفاع.. 
ومن ثم، تابع الحضور عشرات الأغاني الوطنية والقومية الأخرى التي اشتهرت في حيّاة الزعيم الراحل، لينتهي الحفل، وذكرى الزعيم الراحل تخيّم على مصر كلها..