يا أسفي ويا حسرتي مات اذرفوا عليه الدمع الغزير
اذرفوا دموعاً حارّة كشتاء الرياح العاتيات هدير
مات منذ سنوات طوالا ويلهم من لهيب نار سعير
ويلهم من يوم آتياً لا بدّ منه من يوم الحساب العسير
ماذا سيقول يوم يُقابل المولى تعالى يسأله الجبّار القدير
ماذا فعلت في حياتك أيها المسؤول سوى السفر تهجير
ماذا فعلت مع كل الأطفال والكبار في شعب يائس فقير
أوصلته للجوع والحرمان والأمراض أوصلته لحالة التعتير
كل فرد من المحرومين سيسألك كيف فعلت هذا أيها الحقير
الا تخافون الوقوف بين يديّ الخالق القاهر القدير
ألا ترهبون سكرات الموت الداهية بشهيق دون زفير
يا أسفي بعد موته صار النّاس تعساء أكثر من الخطب الكبير
بموته قُتلت الأرواح خنقت الأنفاس ولا من مجير
وبموته سُلبت العيشة الهنية والحياة الرضية والماء النمير
بموته سُلبت من وجوههم الابتسامة والوجه الحسن النضير
باتت النّاس تصرخ ألماً من قلب مجروح وبسخط مبير(1)
ما مستقبل أولادنا وأحفادنا ماذا فعلتم وإلى أين المسير
ألا يكفي تدمير وتهجير ألا يكفي الجوع والهم الحسير
يا أسفي لقد مات وأمات معه الشعب كلّه نعم مات الضمير
وبموته وصلنا إلى ثورة قوية خارجة عن المألوف تسأل ما المصير
ترى هل من معجزة تحييه ثنية ليعود الوطن كالقمر المنير
ويعود الشعب آمناً مطمئناً لمستقبله والعين قرير
(1) - المبير: الغضب المهلك.