سبحانك يا رب العالمين ما أكرمك على اعطائنا هذه النعمة النعماء
بإكرامنا في هذا الموسم أنعمت علينا بمياه موسم الشتاء
هطلت المياه بغزارة في كل لبنان لترتوي الأرض بالماء
والماء هو اكسير الحياة للحجر والبشر وكل ما نحتاجه من غذاء
من عطاياك يا رحمن يا رحيم تكرّمت علينا جوداً وكرماً وسخاء
وأنت العالم سبحانك بما جرى ويجري للوطن من بلاء
والثلوج الناصعة البيضاء أنزلتها بكثافة رحمة بنا وعطاء
علّها تصفو قلوب أهل الوطن الواحد وتكون أطهر وأنقى صفاء
وكأنك يا إلهي تحذّر عبادك أنت القادر تفعل ما تشاء
اليوم هو الامتحان لنعرف كيف نتصرّف استجابة لهذا النداء
قد هان الوطن على من يرهبه اجلالاً والمجد فيه مالئ الأصداء
وعوضاً عن المحافظة عليه كما رمش العين من الأقذاء
بعناه بأرخص الأثمان لكل دخيل دون فكر وتفكير وحياء
للأسف الشديد لكل حليف لا يرحم الوطن بإختلاق أشرّ ابتلاء
سجنوا الوطن في سجن الصبر حتى فَقدَ ذاته وفَقدَ الحوباء(1)
يا حسرتي على لبنان كانت فصاحته لها تغريد على أفنان الحكماء
يا من تجري على الخدين دموعي عليك يا وطن الأرز والأدباء
لأن حبك يسري في دمي وشراييني وفي القلب وكل الأجزاء
أقول لمن يعانق الدنيا بالمال والسلطة دنيا ليس لها بقاء
خسرت الأفضل والأنبل خسرت وطناً العيش فيه رخاء
يا رب بقدرتك أعد لبنان شمس الكون والعالم به يستضاء
واجعل الفاسدين والخونة ينالون منك أشدّ أنواع العذاب جزاء
يا وطني لن أكف كتابة عنك لأنك على قلبي الأغلى وأحب الأحباء
ويا عزول الوطن ارحل عنّا ودعنا نعيش براحة وسلام وهناء
(1) الحوباء: النفس