بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

17 كانون الأول 2019 12:15ص آخ يا بلدنا: أسمع الصرير؟!

حجم الخط
أسف يا وطني إذا بتَّ وطناً لشعبك المسكين.. فعوضاً عن القراءة والمتابعة لما في دنيا العالم من اختراعات وكتابات أو كتاب نرجع إليه لمقارنة اليوم بالأمس ومن ثم الغد.. بتنا نتسمّر أمام شاشات التلفزة مستطلعين يوميات الثورة من 17 تشرين الأوّل الماضي وحتى كتابة هذه السطور..

مَنْ صمتوا من المسيطرين على مقاليد الأمور بالاستقواء.. عيل صبرهم وما عادوا بعد الإشارات الدولية إلى الوضع المتردي اقتصادياً في لبنان أنْ يستمرّوا في صمتهم.. المخرّبون اندسّوا بين الشباب والكهول والمسنين من الجنسين والتحموا معهم.. مؤكدين أنّهم ثوار.. ولكن سرعان ما بدت بلطجيتهم كمخرّبين بالاعتداء على القوى الأمنية.. ولم يكتفوا بالحجارة بل لجأوا إلى الأسهم.. ما اضطر القوى الأمنية إلى استعمال سلطة الهراوات التي نالت ممَّنْ نالت عن قصد أو دون قصد لإخلاء الساحات..

أياً تكن الإيعازات.. وأياً يكن الموعزون بأعمال البلطجية للمخرّبين بين الثوار.. إلا أنّ مَنْ ثار ضد سُلاب المال ونهبه وتحويله إلى الخارج لتنتفخ به أرصدتهم دون حسيب أو رقيب.. وعىّ الشعب بعد جوعه.. عندما تسأل صديق أو رفيق أو جارة كيف أحوالك؟ الجواب يأتي واحداً «بدنا نعلك»؟.. أحاول الاستهبال قائلة: نعم معي علكة.. يقولون بدنا أفواهنا تتحرّك بطعام صحي.. بات ما نأكله «أيش كان» لسد صرير معدتنا.. أضحك من فرط الألم قائلة: الحال من بعضه.. افتقدنا صحن الخضرة والفتّوش والتبولة.. ترى اليوم نجد ما يسد الرمق.. ولكن ماذا عن الغد وما بعده في ظل تراجع قيمة العملة الوطنية أكثر من 57 بالمئة.. ترى بالملاليم التي نقبضها هل ستستطيع إسكات صرير الجوع؟ هل تستطيع تصليح دوش الحمام أو حنفية أكلها التكلس وباتت لا تصلح للاستعمال؟

إلى أين نحن ذاهبون؟ يبدو إلى الجحيم.. النّاس تقول جرت الاستشارات أم لم تجر.. تألّفت الحكومة أم لم تتألف؟ بالطبع المسيطرون على المشهد السياسي والمتحكّمون بالفساد لا يشعرون بما يشعر به المواطن.. عاش أو مات.. المهم يعيشون على حسابنا وعلى أروحنا.. أكلنا أم لم نأكل.. تطبّبنا أم لا.. المهم بقاؤهم على الكراسي.. آخ يا بلدنا؟!

أخبار ذات صلة