المكان: مكاتب الدائرة السياسية (الاستخبارات) والتحقيق.
العام: 1947: الشارع: «زاروب الحرامية» قبالة (شارع الجميزة). وكأن الزمان لم يتحرك، فالمدن حين تراها للمرة الأولى - كالعاصمة - التي لا تشبه غيرها.. لأنها لم تخلع (ثياب الماضي)، فظلت (المدينة العنوان)؟!
بيروت «ست الدنيا» يقول شاعر «الياسمين» نزار قباني وترّنمت برائعته «ماجدة الرومي»: ست الدنيا.. يا بيروت
الزميل «رفيق شلالا» سجل لملحق النهار الأسبوعي (خبطة صحفية) عن محلة أو نزلة (آخر أبو طالب) بشارع الحمراء.. و«أبو طالب» من (آل سنو) وله «4» شباب عرفوا (بالاخوة كارامازوف)!
فمن «زاروب الحرامية» بالجميزة ودرجاته التراثية ومسرحية مارون النقاش «عطيل» إلى زاروب «الطمليس» بطريق الجديدة.
«الطمليس» شخصية بيروتية بسيطة لا يضحك لـ«رغيف السخن» والبارد ولم يبتسم ابداً في حياته، فظل في زاروبه حتى الرحيل وسمي الزاروب باسمه، ولم يؤثر عليه رياح التغيير وناطحات السحاب.
فمن (آخر شارع الحمراء) «أبو طالب» إلى «طريق الجديدة» التي احب أهلها الزعيم جمال عبد الناصر في منتصف الستينات استقبل «ابو خالد» وفوداً من سكانها «القبضايات» امثال: عبد الرحمن بكداش العدو، ومنير العتر، ومحمود الدنا، والمختار زيدان، وغيرهم.
وعندما وصل الحاج محمود الدنا ليصافح عبد الناصر بادره: «أهلاً بطريق الجديدة» «زاروب الحرامية» و«الطمليس» ليست سطحية فكلاهما «استكشاف وتراث».
ففي ركن فيهما «عطر بيروت» وذروة العنفوان.. وإن كان «زاروب الحرامية» من (عنوانو يُعرف) يقول مدير البوكس صلاح اللبابيدي الذي استطاع تأديب هؤلاء الحرامية، يوم كان صوته يرعب اللصوص والحرامية بـ«حي الجميزة»، بعكس الطمليس (البيروتي الآدمي)؟!