بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

13 أيار 2020 12:00ص «أبو ليلى» على خطى تشرشل؟

حجم الخط
في مطلع سبعينيات القرن الماضي، احب مدير الشرطة صلاح اللبابيدي، بعد عز الدين العمري، والشاعر عبد الرحيم قليلات وراشد طبارة وغيرهم، وبعدما احيل إلى التقاعد، احب صلاح بك ، «أبو ليلى» وهذا لقبه، ان يُقلد رئيس وزراء بريطانيا الراحل بالرسم.

فالتحق «أبو ليلى بمعهد «حيدر حموي» وراح يدرسه مادة الرسم طيلة عامين، بعدها أقام معرضاً لرسوماته بفندق الكارلتون، واعجب المدعوون بزيتيايته المستوحات من بحر بيروت وصنوبرها وهدير موج «صخرة الروشة»؟

بدأ تشرشل الرسم في عمر 41 عاماً وأنتج 500 عمل فني، وكان الرسم يساعده على تجديد قوته ومواجهة العواصف وتخطي التقلبات.

وقد بيعت لوحة له في مزد علني أقيم في لندن عنوانها «حوض السمك الأحمر في شارتويك» بـ2.7 مليون دولار، وبعد تشرشل 1874 - 1965، أبرز السياسيين في الحرب العالمية الثانية، وحصل على «جائزة نوبل للآداب».

ترتبت على عائلته ضرائب تُقدر بـ9 ملايين جنيه استرليني عقب وفاة ابنته الصغرى الليدي ماري عن عمر 91 عاماً، وجرى مقايضته بـ37 لوحة خصصت لمؤسسة التراث الوطني البريطاني احداهما «منظر لشاطئ بمدينة كان» المرسومة عام 1935 و«ركوب الامواج»، مرسومة عام 1946 في غرف «الحرب» الخاصة بتشرشل.

ادومينا حفيد تشرشل: «كان يجب الرسم بالألوان وحساساً ومشاعره كان يجسدها باللون»، وتشرشل ابن «راندولف» يعتز بجده وهذا ما أكده في كتابه عام 1989 وعنوانه: «ذكريات ومغامرات».

يعود «غاري أولدمان» الفتي الشقي الهوليوودي يُجسّد شخصية شرشل الغارق في الشك للمخرج البريطاني «جورايت»: «علينا ان نتعلم من ماضينا ونقدم صانعي تاريخنا في ابهى صورة».

بعد وفاة ونستون تشرشل، لا يزال ظله جاسماً على عالم احفاده، وكاتدرائية القديس يوحنا عام 1984، وقد جاء في مذكراته: رأيت وأنا أسير في إحدى المقابر ضريحاً كتب على رخامته: « هنا يرقد الزعيم السياسي والرجل الصادق.. فعجبت كيف يُدفن الاثنان في قبر واحد».