تغيّرت أحاديث «صبحيات» ربات المنزل، فبدلاً من الحديث عن برامج التلفزيون وزواج فلان وخطبة فلانة ومشاكل الأولاد خصوصاً «الكنّات» واخبار فلانة وفلان وما جرى في الحي وأحياناً السياسة.
بدلاً من ذلك كلّه، صارت الأحاديث تتمحور حول الطعام وخصوصاً وجبة «الغداء» من حيث انسجام النوعية مع مستجدات الأسعار ونارها. وباتت المقارنات ثابتة حول أسعار الكلفة والفرق على سبيل المثال بين «محشي الكوسا والباذنجان» أو «الفاصوليا العريضة».
واستجدت معطيات شبه ثابتة بأن تؤمن الوجبة ليومين بدلاً من يوم واحد.
وعادت أنواع الحبوب لتأخذ قيمة أكثر من تحضير الطعام.
وإذا ازداد الحديث عمقاً سيذهب إلى أسعار مسحوق الغسيل وأي مسحوق هو الأقل كلفة وأفضل نوعية لاعتماده. وكذلك سوائل الجلي والتنظيف.
هو تغيّر في العادات الاجتماعية استجدّ بفعل الضائقة المادية التي أصابت شرائح كبيرة من المجتمع لا بل معظمها، وذلك بفضل همّة أولي الشأن القيمين على مصالح الناس في هذا الوطن الذي ما أن خفت وطأة (كورونا) حتى جاء ما يوازيها من غلاء يقلي ويشوي ويولد المشاكل المنزلية لأنه كما كانت جدتي تقول: «القلة تولد النقار».
كل الأمل أن تكون غيمة سوداء تغطي سماء الوطن وأرضه وأن تنجلي لعيش أقرب إلى الطبيعي على الأقل.