بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

2 آذار 2021 12:00ص أخ يا زمن

حجم الخط
ما أن يتجرأ أحدهم على الخروج علناً بفكرة أو مقولة جريئة حتى ترافقه بعض الألسنة بالادعية راجية له الحماية من غدر الموتورين.

مع أنه لطالما كان لبنان ملجأً للأحرار. ولطالما تغنى اللبنانيون بحرية الصحافة والرأي والتعبير، لا يخشون في كلمة الحق لومة لائم، ولنا في ذلك مثالاً مسرح الفنان الراحل شوشو الذي كان مكاناً يومياً للانتقاد السياسي، وكان طوال عشرة أعوام  يرتاده الرؤساء والوزراء والنواب ويشاركون رواده الضحك والانفتاح على الانتقاد مهما كان.

بهذا الرقي، كان التعامل مع الكلمة الحرة.

وكم ابتعدنا هذه الأيام عن ذاك الرقي، حتى بات يُصنَّف القائل أو المنتقد مباشرة، وبدلاً من النظر الى طروحاته ومناقشتها بين الحق  والباطل وانتظار أن يغربل الوقت الصالح منها والطالح.

يروح البعض ممن لا توافق الطروحات هذه هواه يُهدّد ويتوعد ويناقش حياة الكاتب ومماته، ويصدر عليه احكامه الجائرة والجرمية،وكأنه ممنوع عليه أن يجدد الحياة السياسية بآدائه وأفكاره،وعليه أن يكتفي بأن يكون مجرّد رقم في هوية دون رأي وإرادة وشخصية.

ما أبشع الظلم، ما أقسى كمّ الأفواه، وما أقذر جريمة الرأي الحر، مع أن ارتقاء الامم وتقدمها يأتي عبر الأفكار التي تطرح على الساحتين المدنية والسياسية، فالسيىء منها يذهب هباء، أما الزبد فيمكث في الأرض، ويأخذ طريقه إلى بناء الإنسان والأوطان.

بئس النظام الذي لا يعمل على حراسة مواطنيه من سلطة المستقوين على حقوقه، والذي كلما اغتيل أحدهم أغتيلت معه فكرة  الدولة وعدالتها.

فمتى يستعيد المواطن دولته الشرعية؟

ومتى تستعيد الدولة سيادتها؟..

آخ يا زمن.


أخبار ذات صلة