رغم ان هاتفي الارضي والمحمول لم يتوقفا عن الرنين والتواصل مع الأصدقاء الكثر في كل مكان.. إلا انني وعلى مدى 42 سنة ما زلت انتظر ان يرن مُهاتف ما في الـ25 من حزيران/ يونيو.. انا موعودة بهذا المهاتفة.. لكنها لم ولن تحصل ما حييت.. لكن لا أعرف لماذا لم أفقد الأمل.. ربما لأنني أمقت الفقدان الذي أحزنني وجعل كل الأشياء أمامي متساوية..
كفى انتظاراً لوهم أعيشه.. يستخرج حزني تساؤلات مميتة للروح.. وأخرى من السيناريوهات التي تخلق في داخلي الأمل بلقاء.. مساكين أصحاب الفكر الوجودي الذين استعير منهم بعضاً من فلسفتهم.. ألست أنت يا سيد لولي من كان قد هضم عموم الفلسفات الاشتراكية الليبرالية والوجودية والإسلامية.. لتكون له السند في محاكات الآخرين لاكتسابهم لصالح القضية.. مع أنّه ليس هناك غبار أو شك في مدى ورعك يا ولياً من آولياء الله الصالحين..
أصحاب الألسنة الطويلة المارقون في الدين والدنيا والآخرة.. يصفونك بالشيوعي وهؤلاء لا ينظر إليهم.. ولا احب ان اسمع رأيهم.. لأنهم يريدون ان يشوهوا التاريخ.. يريدون إيجاد ولو نقطة في تاريخك.. مع أنك كنت ناصع الكف واللسان.. ناصع الفكر والتفكير.. لأنك حقيقي في زمن الدجالين الذين يسيرون خلف الطبول الفارغة ذات الأصوات الهادرة.. التي تؤذي الآذان.. لأنها خواء كأصحابها..
أنت يا ولي الله عريس الشهداء، خسارة في هؤلاء المتحذلقين الذين يدعون المعرفة.. ومعرفتهم هي كما الغبار الذي كنت تنفضه عن برنوسك أو عن أي ملابس كنت ترتديها.. عسكرية.. مدنية.. لأن جوهرك وصدقك وشرفك واستشهادك تميّزك عن كامل الخلق.. لأنك مثل ومثال؟! ذات يوم يُغاث به الإنسان من الحر.. دخلت إحدى الخيم لتتكئ قليلاً في «القايلة» عند سيّدة وابنتها تُعد التاي.. سألتك الأم متى تتزوج وتنجب لنا ولداً.. انتفضت وجلست قبالتها قائلاً لها: «لأنني أخشى أن أحب ولدي أكثر من شعبي».. وخرجت للتو في حر «القايلة» معتمداً على الله ان يظلك بظله. للأبالسة الذين بدأوا يتشدقون بالكذب اقول: «يا بشر خسر العقل من الضجر.. اتعتدون على تاريخكم؟ اذهبوا إلى نار جهنم التي أطلب من رب كريم ان تكون مثواكم كما المحتلين... وأطلب من رب العزة ألا يرحمكم فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليه.. اللهم أمين!»