أجل هو الأسى.
ذلك الشعور المنغص للمزاج والذابح على مدار الساعة في هجمات تقوى وتضعف وفق حركة الذاكرة وتفاعلاتها.
الدافع لهذا الكلام هو بعض ما تعرضه شاشات التلفزة، وما يرد على صفحات المطبوعات, وحتى بعض الكلام على الإعلام المسموع عن فترات ماضية من تاريخ هذه المدينة الأم.
قد يكون الأمر على ارتباط بالذكريات الخاصة بمرحلة الطفولة أو حتى الشباب.
صور تتوالى، تحضر مضيئة باهية لمدينة تنبض بالحياة على مدار الساعة. عافية اجتماعية وشعور غامر بالأمان وهناء في العيش.
لم نكن يومها نظن أن الغيب يضمر لها ما يضمر..
واقع اليوم هو نقيض واقع الأمس.
هذا الجو الموبوء لم نعرفه من قبل.
وكل هذا الضغط النفسي الذي يلفّ المدينة بضباب الخوف والتوجس من أيام آتية.
هذا الشعور لم يعرفه أبناء المدينة ومن فيها من قبل. حتى في الأيام الصعبة التي مرّت، كان الأمل هو الطاغي وكان الشعور بأنها مرحلة أو مراحل تمرّ وتعود المدينة الی رونقها وبهائها.
لكن شعور اليوم يختلط فيه الأسى مع بعض اليأس الأسود بأن هناك في الخفاء يداً لا تضمر الخير، ليس للمدينة فقط وإنما للوطن ككل.
الإحساس بالوقوف عند مفترق، إحساس صعب وثقيل.
فكل هذا الركام الممتزج مع الحاجة والخوف يخيّم على الوقت ومسرى الحياة بتفاصيلها..
لكن يبقى الأمل... باستفاقة ضمائر نائمة..
وأولاً وأخيراً برحمة الله.