رغم ان الليلة ليلة ذهاب عام 2019 لا أسف عليه.. ورغم ان الليلة هي ليلة بداية سنة جديدة.. إلا ان الوطن ما بين عام مضى وعام يأتي ما زال يترنح على جميع الصعد..
ملهاة تأليف الحكومة ما عادت تشغل المواطن الا بعدم تأليفها.. لماذا؟ لأنها حكومة اللون الواحد.. والوجع الواحد كما قال سائق التاكسي؟!
أوجاع النّاس كثيرة ومتعددة من الجوع والفقر وقلة ذات اليد والمرض.. وطبقة النهاب نائمون في العسل على دفء حساباتهم في المصارف الخارجية..
نعم هناك مصارف متعثرة.. وهناك مصارف على أبواب التعثر.. والاقتصاد في خبر كان..
المودعون الصغار في المصارف.. اشكالهم تدمي القلوب ولو انني لست واحدة منهم لا املك الا قول: «اللهم ارزقني من حيث لا احتسب، إنك القادر الوهاب ولا حول ولا قوة إلا بالله».
أمس قررت ان اعرف ما هي مشاعر «شحاذين المصارف بأرقام».. ذهبت إلى أقرب مصرف.. سحبت رقماً.. وقفت مرّة.. جلست على حوض الزريعة مرّة.. تمشيت مرّة.. تجولت بين المنتظرين الذين اخبرني حارس المصرف بأنهم دخلوا كمظاهرة عند فتح الباب للزبائن.. أناس من الشباب والكهول وكبار السن.. جميعهم يهرعون إلى مصرفهم ليشحذوا من حساباتهم التي هي عبارة عن تعويض نهاية الخدمة.. أو ما اقتصدوه في شبابهم.. مبلغ 300 دولار اسبوعياً من هذا المصرف.. اما من المصرف الأبعد فإن حصة المودع مئة دولار اسبوعياً.. ومن المصرف الثالث مئتي دولار..
الوجوه واجمة.. وعندما يحين دور أحدهم يأخذ المبلغ متنهداً.. يضعه في الحقيبة أو جيبه.. مكسوراً وكأنه يضع قطعة الـ500 ليرة..
بحشرية بالغة سألت إحدى السيدات: ما هي مشاعرك عندما تأخذين هذا المبلغ اسبوعياً؟ قالت ودموعها تتهاطل: اشعر انني اشحذ مالي؟!