في هذه الأيام.. تلح عليّ أفكار كبار.. بعضها لشخوص رحلوا وبعضها الآخر أتخيّل فيه أشخاصاً لم اعرفهم ولم أرَهم من قبل.. إلا إن المشاغل جعلتني أنسى هذه الأفكار في يومياتي.. لكنها سرعان ما تعود إلى الحضور وتتجدد.. كأنني اشهد مشاهد جديدة لمفاجآت متعددة..
فكرة من هذه الأفكار الملحة تجسدت واقعاً، فوجئت بها لدرجة الانبهار.. وبعد ان خلعت من نفسي المفاجأة.. مضيت في تفكيري بعيداً.. لا ادري إذا كان هذا الواقع من التخاطر أم ان ما حدث محض صدفة.. لكن الأفكار الاخريات كبار وقد وضعتني فيما لو تحققت امام ذهول من شدّة إلحاحها..
أن يحصل تخاطر بينك وبين من تعيش معهم أمر طبيعي.. ولكن ان تجد بفكرك أشخاصاً رحلوا يخبرونك ماذا يجب ان تفعل.. الأمر، لو أمعنا التفكير، فيه شفافية رفيعة.. هل هذا يعني ان ارواحهم تطالبك بفعل كذا وكذا.. وأن النتائج إيجابية؟!
أفكر في الموضوع نفسياً.. ربما العقل الباطن وما بداخله يتداعى.. ولكن هل بلغ «الهو» بلغة علم النفس مبلغه.. وما دور «الأنا» و«الأنا الأعلى» في هذه الحالة؟ ولماذا لا يتحركان لإيقاف هذه الأفكار؟
أحاول ألا أغوص في الجانب النفسي.. أحاول أن أحاكي الوضع على انه حكاية يتسلى بها الآخرون.. يفهمونها أو لا يفهمونها ويعتبرونها سفسطة كلامية.. لكن الحكاية هي حكايتي ودوري فيها دور «الأنا» المستجيب في الوقائع الفكرية.. مع الراحلين أتناقش معهم في وقائع حصلت والآن حان قطف نتائج هذا النقاش.. ومع الأشخاص الذين لم أعرفهم ولم أرَهم من قبل.. ربما التقيهم صدفة.. وربما هي صور من بنات الأفكار.. تلح على مشهدية الواقع لتطرد ما هو معاش؟!