لا تستغربوا أن الدهشة عقدت لساني.. فالاصدقاء والزملاء العرب.. تهاطلت عليّ هواتفهم هذا الأسبوع كالمطر.. الغاية من اتصالاتهم ليست للسؤال والاطمئنان وإنما لطلب استضافتهم وأخذهم إلى المواقع السياحية.. للتعرّف عليها من ناحية وللسهر في الليل.. كانت تأوهات عظمتي قفصي الصدري المكسورة نتيجة الوقعة.. تجعلني لا اضحك وإنما لأتأوه من الألم في الكلام والاعتذار.. أولاً ليس بإمكاني استضافة ولو صديقة واحدة.. مع انني عندما اذهب الى أي بلد انزل في الفندق.. لا أريد مكرمة من أحد.. ولا احراج أحد حتى بفنجان قهوة..
إحداهن قالت لم أرك منذ عشر سنوات.. يمكن ان نموت دون ان نرى بعضنا.. ففضلت ان ازورك مع بناتي.. نتسوق ونستاح ونسهر.. نتمتع قبل موعد الحج لمدة أسبوع.. قلت الحمد لله أنت ذاهبة إلى الحج.. الله يبارك لك في حجتك.. انا وضعي كذا ولا استطيع استضافة أربعة أشخاص دفعة واحدة.. كما انني في الحر لا استطيع الذهاب إلى أي مكان.. قالت بسرعة ترفضين استقبالنا.. قلت نعم لأنني لا استطيع الاستضافة والصرف على مشاريعك.. بكل صراحة يكفيني الأسبوع الماضي بعد الوقعة انني دفعت حوالى الـ500 دولار بين كشفيات أطباء وأدوية.. بسرعة قالت ألا تتطببون على حساب الدولة كما عندنا؟
سألتها عن أي دولة تتحدث؟ عن أي سخام يعيش فيه المواطن اللبناني الشريف؟ يا حبيبتي نحن ندفع ثمن علبة البنادول سبعة آلاف ليرة يعني خمس دولارات.. من لا يشتري أدويته يموت كالكلاب على قارعة الطريق..
سألت وما هذا الذي نراه على التلفزات ومواقع التواصل الاجتماعي من صور؟ قلت عليك ان تسألي أصحاب هذه الصور من أين يأتون بالمال؟ حقيقة أن 95 بالمائة من الشعب بات يختصر في قوته.. ولا يسأل حتى على شرب فنجان قهوة في الخارج يبلغ ثمنه ثمن كلغ من البن؟!
هذه الصديقة سقطت من قائمتي.. لأنها قالت أنني أكذب.. بالله عليكم أليس هذا حالنا؟!