بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

22 تموز 2020 12:00ص «أم تيريز».. البيروتية!

حجم الخط
يخطئ من يعتبر بأن «الأم تيريزا» هي وحدها تستحق لقب «أم الفقراء» وسفيرة الإنسانية في العالم منذ سبعينات القرن الماضي حتى اليوم.

فعندنا في بيروت (سيّدة بيروتية) جليلة حملت تلك اللقب بدون أضواء وبامتياز وكانت بمثابة الجندي المجهول تكره التطبيل والتزمير..

هي «أم محمّد المبشر» أبنة (طبيب الفقراء) الدكتور محمّد المبشر كما عرفته (العاصمة) وأبناؤها المغلوب على أمرهم من الستينات.

عاشت «أم محمد» وأسرتها في بيت متواضع بمنطقة الظريف، وكانت الحجة «أم محمّد» فاقدة البصر ترد على هواتف المرضى بحنان.

وكان طبيب الفقراء يستدل على بيوت المرضى وعناوينهم من والدته كل يوم وليل ونهار، ويقود سيارته المتواضعة حاملاً حقيبته ويعمل بوصية والدته الراحلة ولا يتقاضى اتعابه ويقدم لهم الدواء.

وظل طبيب الفقراء يعمل بوصية أمه حتى رحيله المبكر.

مشوار «أم محمّد» كانت شائكة طيلة نصف قرن، ومحفوفة بالمخاطر وشظايا الزجاج.

وكانت إذا ارادت زيارة الفقراء في منازلهم تصطحب ابنتها الجامعية «سمية» مشياً على الاقدام للقيام بواجبها الإنساني يومياً حتى الاقارب منهم وهي ترتدي الملاية السوداء واحياناً كانت تصطحب  شقيقها لزيارة المرضى والأهل يومياً.

ولا تكاد «الأم تيريزا» البيروتية أم محمّد المبشر تقرع أبواب المحتاجين حتى تعرفهم من اصواتهم بالأسماء.

وتدخل بيوت جميع هؤلاء المساكين والمغلوبين على امرهم من كبار السن والأطفال، حتى ان شقيقها «مصطفى المبشر» يلازمها في معظم زيارات شقيقته للمحتاجين.

كانت أم الفقراء البيارتة تردّد امام شقيقها «أم محمّد مدقة الحسيني» بعائشة بكار: «نيال اللي بيعمل منيح يا أخي».

وكانت «أم الفقراء» البيروتية تردّد امام زوارها في بيتها: «علمني والدي أن زراعة الخير أهم من صناعة الذهب».

.. وتشبهوا يا أثرياء لبنان «بالأم تيريزا البيروتية».


أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!