لم يعد الارتفاع الجنوني للاسعار ولا فقدان المحروقات ولا انقطاع المياه والكهرباء الهم الاساسي للمواطن اللبناني، بل تقدم موضوع الدواء في سلّم الاولويات بعد فقدان معظم الادوية من الصيدليات، ماذا سأفعل لابني وهو يحتاج الى دواء لعضلة قلبه ولم اجده في اي صيدلية؟ تسأل الام الخائفة على قلب ابنها المريض، ويرد الرجل الستيني وانا لم اجد دواء الضغط ولا يمكن ان استغني عنه حتى البديل مفقود؟ ماذا تفعل الدولة؟ قالوا ان وزير الصحة داهم مستوعات وصيدليات ولكن لم نرَ اي نتيجة على الارض،كل الادوية مفقودة حتى البندول، هؤلاء المحتكرون الكبار يخزنون الدواء المعوم في مستودعاتهم حتى اذا رُفع الدعم سارعوا الى رفع سعره اضعافاً اضعافاً.
لماذا رفع الدعم عن الدواء،ولماذا توقيت الاعلان عنه الآن ؟ باختصار عصابة كبيرة يتقاذفون المسؤوليات مختبئين تحت عباءة الطائفية والمذهبية، هؤلاء الحكام والزعماء الذين اكلوا الاخضر واليابس يجوبون مع ابنائهم العالم على متن طائرات خاصة، رغم ان معظمهم «حديث النعم» او ما يسمى «nouveaux riches»، استكتروا علينا حتى الدواء،انهم زعماء بالفعل يزعمون انهم حريصون على مصالح الشعب والوطن ويمعنون فساداً في الارض، يزعمون بأنهم مهتمون لصحتنا ويشاركون المحتكرين للدواء ارباحهم، الم يشبعوا بعد؟ الم يتخموا من السرقات؟ هل يريدون ان تكون اكفانهم من ذهب؟ لكن المثل يقول ليس للكفن جيوب، ولكن للسارقين حسابات مصرفية في بنوك العالم سرقوها وهربوها الى الخارج.
انتم الداء لهذا البلد وهذا الشعب خذوا ادويتكم وارحلوا ونحن على يقين ان الشعب اللبناني بكافة امراضه سيشفى تماماً ،كفاكم تجويعاً للناس،كفاكم قهراً لهذا الشعب الذي اختاركم لتسهروا على مصالح الوطن فسلبتموه حتى صحته .