بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

24 تشرين الأول 2017 12:02ص أين النسيج الاجتماعي اللبناني؟

حجم الخط
يشغلني هذه الأيام البحث في نظرية «العقد الاجتماعي» عند طوماس هوبز الذي عاش في بريطانيا ما بين (1588-1678) وكان فيلسوف البلاط الملكي البريطاني.. وأيضاً كمتخصصة في علم الاجتماع قضية «النسيج الاجتماعي».. والاصطفاف الفكري على هاتين القضيتين.. ليس نابعاً من فراغ ونحن نرى المهازل السياسية اليومية امامنا التي حولت اقتصادنا إلى أغلى اقتصاد في العالم بالنسبة للمداخيل المتدنية للفرد وإلى الأوضاع الأمنية التي نشهدها ويسمع بها المواطنون يومياً..
كل ما يجري في لبنان لا شبيه له في دول العالم.. فقد تحول أتباع المحادل السياسية إلى مافيات.. تنهب الشعب ونواب البرلمان يهاجمون الضرائب وهم واضعوها.. فقد حولوا جلساتهم الثلاث في الأسبوع الماضي خلال إلقاء كلماتهم إلى برامج انتخابية..
وعودة إلى ذي بدء.. وبما إنني أوّل من أرّخ حرب لبنان بالوقائع والصور.. إلا انني اعرف ان الحرب اللبنانية التي بدأت في العام 1975 وإمتدت إلى ما امتدت إليه من تاريخ وصل إلى ما يزيد عن الـ15 سنة.. كان سببه انفراط «العقد الاجتماعي» بين الطوائف اللبنانية.. وبعد الحرب وعوض ان نعيد بناء «العقد الاجتماعي» انزلق المجتمع إلى فرط «النسيج الاجتماعي» انفرطت الطائفة إلى «مذاهب».. وانفرطت العائلة.. وما عاد أفراد العائلة الكبيرة يعرفون بعضهم البعض.. وعندما يلتقون يكون اللقاء لقاء الغرباء.. عادة ما نسأل واحداً من العائلة مَنْ والدك أو جدك حتى نعرف مدى قرابته لنا.. الكل يعرف أصحاب المراكز والاغنياء.. اما الحكماء فلا خبز لهم ولا أحد يتقرب منهم.. لماذا لأن التواصل الاجتماعي فرط العائلة الصغيرة..
فإذا اجتمعوا يجلسون وكل مع هاتفه.. العلاقة العائلية دفنت مع آخر كيس نفايات حمل إلى المكبات.. رغم ان ما بداخله هو نفايات العائلة..
في المستشفى سمعت الممرضة تنادي على اسم من عائلتي.. فعلاً الشكل مجتمعاً يدل انها من العائلة.. لكنها قادمة من مدينة إلى مدينة بمفردها.. وكانت تلهث.. تقدمت منها سائلة أنت من عائلة كذا من صيدا.. قالت نعم.. قلت لماذا أنت بمفردك؟ قالت لأن الأولاد في اشغالهم.. قلت وبماذا تشعرين قالت ألهث والضغط عالٍ وقالوا لي ان الدكتور (إكس) هو أهم طبيب في الجامعة.. قلت نعم اعرفه جيداً انتظري حتى يأتوا لك بكرسي.. هل تريدين ان ادخل معك.. قالت لا أنت لست من بقية أهلي.. قلت بلى أنا فلانة.. قالت يا حبيبتي.. أين «النسيج الاجتماعي»؟




أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!