بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

23 حزيران 2020 12:00ص أين لبنان من ذلك الزمان؟!

حجم الخط
يا حكّام لبنان في هذا الزمان.. يا دولة الطوائف و»أيش كان».. ألم تتعظوا من حكم دولة الطوائف في الأندلس؟ ألم تتعظوا كيف أباد حكّام طوائف الأندلس بنيانها وهجّروا عقلاءها.. وحرقوا كتب مثقّفيها وعلى رأسهم إبن رشد..

نعم في لبنان.. الحياة أصبحت في ظل المحاصصة «أيش كان».. نحن اليوم لا نفرّق بين زعيم وآخر من الموالاة والمعارضة.. نحن اليوم نجملكم جميعاً.. لأنّكم تعيشون في قصوركم من المال المنهوب.. تتفرّجون على الشعب.. تتلهّون بمأساته وأنتم تعتبرون ما يدور خلف البيوت المغلقة.. ملهاة تسلّيكم.. ونِعم التسلية والضمير الذي لا يحرّك العقل والقلب ويجعلكم أحجاراً صمّاء..

أمس.. صرّح على موقع الفايس بوك شاب مُخاطباً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قائلاً: «يا بي الكل ما تخلينا نفل».. وكان يتحدّث قبل هذه العبارة.. «إنّ الشباب يتهافت على شراء 200 دولار من أجل رسوم طلب الهجرة».. وهذا يعني يا فخامة الرئيس أنّ الشباب ما عاد يؤمن بلبنان.. بينما نحن كجيل عشنا الحرب الأهلية والاجتياح الإسرائيلي وبقينا مؤمنين بلبنان.. رغم كل العروضات السخية للعمل في الخارج..

ما نسمعه يومياً عن الاجتماعات الرسمية.. يقزّز أجسادنا.. لأنّ كل ما يجري على الأرض كلام بكلام للتحذير.. الشعب المبتلي بالجوع يفهم ويعلم أنّ المسرحية طويلة.. وملهاة الدولار بين المصارف والصرّافين مدروسة.. وتكسير المحلات التجارية في الوسط التجاري كان مدروساً.. واعتقال المنتفضين وتعذيبهم منذ ثورة 17 تشرين الأوّل 2019 وحتى تاريخه.. تعذيباً وحشياً لأصحاب الحق.. تماماً كما هو الحال اليوم لمَنْ يعلّقون على الفايس بوك.. كفّوا عن مضايقة الشعب.. لا تكرّهوا المواطن بوطنه.. أين المازوت والبنزين والفيول الذي استورد؟ أين وأين وأين لبنان من ذلك الزمان؟!




أخبار ذات صلة