بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

28 آذار 2019 12:05ص إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ

حجم الخط
قال رب العرش العظيم.. في الآية الأولى من سورة المنافقين.. «واللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ».. هي شهادة من رب العرش العظيم في مُحكم تنزيله.. ضد كل منافق يتخفّى خلف قناع الكذب والدجل والتدليس.. وصولاً إلى مآربه..
سبحانك اللهم.. هي شهادة إلهية على أنّهم كاذبون.. فكيف بنا نحن العبيد نؤمن لهم.. وما أنْ يختتموا مسيرة مصلحتهم معنا حتى.. يرمون أقنعتهم غير عابئين بما قد نحمله من آلام وآثام.. وهم في أيامنا الموشكة على بلوغ «عهد الدينونة».. ينتشرون كسرطان خبيث في جسد أمّة مريضة.. غابت عنها المروءة والشرف والكرامة..
بالأمس القريب تاه طائر غرّيد في دنيا الوجود المفقود.. فما عاد قادراً على التماس موطئ قدم في أرضنا.. ولا موقعاً في رحاب سمانا.. فراح يحلّق باكياً من ألم.. فظنّوه يغنّي فرحاً.. فيما لسان حاله ما سبب تكالب منابر الكذب.. لسفك الدم المهدور فوق مذبح الشرف والشرفاء.. ولماذا يستغل «المنافقون» أنبياء آخر الزمان.. ممن يليق بهم لقب «دراويش».. فيقذفونهم بسهام الغدر المخترقة للروح قبل الجسد..
يوم كان هذا الطائر محلّقاً.. ويسرح ويمرحه في سمائه السندسية.. كنتم في وحول الثرى تتدثّرون بالطين والعفار وصغائر الأمور كنفسياتكم.. التي بنت ذاتها فوق جثامين الأفاضل.. فلا الثعالب تستأسد إلا عندما يندحر الليث عن بساط عرينه.. فتفرغ ساحات الوغى للأقزام يمرحون فيها.. فيما الجبابرة منطوون على أنفسهم.. لا لعجز بل لكبر في نفوس كبيرة..
فلسفة تفلسفناها في «عُجالة».. لم نُرد أنْ نُعرب عن مضمونها.. إلا لكل مَنْ يرى في نفسه شذرة مما أوردناه.. قد نكون نخص أو نعمم.. ولكن «نبدأ بأنفسنا» يوم رأيناها.. أمام طوفان النفاق المستشري بين الوجوه.. نركب الركب أو ننحني أمام الطوفان.. حفاظاً على الرأس.. ولكن للحقيقة لا بد من شروق شمس.. ولا الأسود ستبقى عاجزة.. ولا الليل سيطول..
فاعلموا يا مَنْ تناقفون جهاراً نهاراً.. إنّ أقنعتكم ستسقط.. ولكن أوان سقوطها لن يكون إلا هدراً لكم وليس فوزاً.. بل سقوط مدوِّ.. اللهم قد بلّغت!!
 


أخبار ذات صلة