بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

17 تشرين الأول 2018 12:05ص إللّي استحوا.. ماتوا!

حجم الخط
لا تزال الحمّامات الشعبية  البيروتية بأصالتها تقاوم الاندثار في زمن العولمة.. وهناك الكثير من الأجيال الجديدة لا يعرف شيئاً عن «حمّام النزهة» في منطقة زقاق البلاط لمؤسسه أحمد بيرقدار في الخميسينات، وحمّام «الجمل» في عين المريسة للنساء فقط.
ويذكر التاريخ ان الخليفة (العزيز بالله) هو أوّل من بنى الحمامات في العصر الفاطمي.
يذهب الفقراء والاغنياء إلى الحمّامات، ويترددون عليها، فهي تمثل لهم مكاناً للاستشفاء وموروثاً شعبياً، وانشاؤها يعود إلى العصر الروماني في إيطاليا والولايات الرومانية في القرن الثاني قبل الميلاد.
حمّام النزهة يقوم على مجموعة من الأحواض تحتوي على الماء البارد والساخن، ودهانات التدليك. وحمام البسطة سابقاً. 
كما ظهرت في العصر الإسلامي بمصر وأنشأها عمر بن العاص، وحمّام الملاطيلي وتحول إلى فيلم سينمائي ويعود تاريخه لـ580 عاماً.
وارتبطت الحمامات بالأعراس تحت مظلة من الحرير، وتمر العروس بزفة الموسيقيين والطبالين والزغاريد.
ولا يزال «حمام النزهة» يحمل نبضاً بيروتياً وموروثاً حضارياً جاهد ليبقى على قيد الحياة بعاصمة بيروت.
من الأمثال التي تقال في المناسبات، مثل: «اللي استحوا ماتوا»، ولهذا المثل حكاية تقول: في بيروت حمّامات للرجال وللنساء. والتقاليد تقضي بوضع «فوطة» حمراء على باب الحمّام الداخلي حين تشغله النساء. وعندما يخرجن تنتزع الفوطة الحمراء عن الباب، فيصبح الحمّام مباحاً للرجال.
وحدث يوماً حريق مفاجئ فخرجت بضع نساء وهنّ عاريات لأن دافع حب الحياة عندهن أشدّ من وازع الحياء.
في حين بقيت بضع نساء في الداخل لأنهن استحين وأبين الخروج عاريات امام الرجال، ولقين حتفهن، ولذلك يقال: «اللّي استحوا ماتوا»..؟!


أخبار ذات صلة