بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

21 آذار 2019 12:21ص إنتِ العيد

حجم الخط
وقفت عند تلك الأطلال والدمع متحجّر في مقلتيها.. تسأل الحجارة الصمّاء: أين ذكرياتي؟!.. أين تاريخي؟!.. أين أيامي الخوالي؟!.. أين صبايا وهرمي؟!.. فرحي وترحي.. عزّي وسقمي؟!.. أيعقل هذا كل ما بقي لي؟!
راحت تناجي ما تبقّى من منزلها.. جدران رُفعت بالصبر والكد.. وكل شبر يحمل ذكرى وقصة وعبرة وحكايا.. أين حبيب العمر؟! لماذا استعجل الرحيل قبل أوانه؟!.. أيا دياراً غدرت بك الأيام أأصبح من شيمك الغدر؟!
«من يوم اللي طلعت من هالبيت.. والمرض لفلفي وما بدور يتركني.. هون بيتي وعزوتي.. هون الحلوة والمُرّة.. هون فرحت وقديش كان الفرح قليل.. وهون حزنت وبكيت.. وياما كانت أيام وليالي الحزن طويلة.. بس صارت في بيناتنا عشرة»..
إلى صدره ضمّها ودمعها كفكف.. وقال: «أي أمّاه إنّه القدر.. وما كُتب على جبيننا رأيناه ونراه.. فلا تحزني على ما أسلفناه.. فوالله أحمد الله على أنّ الغالي ارتحل قبل أن نصل إلى ما بلغناه اليوم»..
رفعت رأسها وفي عينيها بعض من الانكسار.. «راح الغالي ومعو روحي راحت.. البركة فيك وبإخواتك.. بس متل منك شايف صرت بلا سقف وبلا أرض وبلا بيت.. راح الستر وحل الغدر».. هكذا قالت..
سارع ليرد عليها: «لا والله ما حييت.. أنا وإخواتي سترك وغطاك.. وعزوتك وسقفك وأرضك.. وقلوبنا بيتك.. متل ما إنتِ صدرك وقلبك حضنا وبيتنا.. إنتِ عيدنا وتاج راسنا ياست الكل»..
وغادرا المكان وعيناها إلى الخلف لا تريدان مفارقة تلك الأطلال.. قبل أن تسحلها جرّافات الأقدار وتدكها رياح العمر.


أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!