أتحفتنا وسائل الاعلام في السنوية الاولى لتولي العماد ميشال عون رئاسة الجمهورية، بالانجازات التي حصلت في هذه الفترة القصيرة، من اقرار قانون للانتخابات الى اقرار الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب، ووعود بالقضاء على الفساد، لكن المواطن العادي الذي أمل خيراً من هذا العهد، والذي يثمّن ما أُنجز، يسأل لماذا منذ ايار الماضي وحتى تشرين الثاني الحالي، اي نصف ولاية العهد، لا تصل المياه الى بيوتنا؟ ولماذا نُترك تحت رحمة اصحاب الصهاريج ومافيات شركة المياه بالتكافل والتضامن بينهم؟ يبيعوننا مياهاً ملوّثة ببكتيريا البراز، والتي اكدت دراسة جامعة عريقة وجودها في العيّنات، ومع العلم اننا الدولة الوحيدة في العالم التي يدفع فيها المواطن اربع فواتير مياه، هذا على صعيد بيروت، وإن كان يملك بيتاً في الجبل او البقاع فيدفع 6 او 7 مرات؟ نحن البلد الذي يطفو على خزان مياه والسماء حتى في الايام الاخيرة انعمت بسيول كبيرة كان مصيرها البحر، فالمياه من فوقنا وتحت ارضنا الا ان خزاناتنا فارغة وندفع لنحصل على مياه ملوثة.
لماذا لم تصل الكهرباء رغم الوعود المتكرّرة بـ 24 ساعة منذ سنوات طوال اي منذ انتهاء الحرب الاهلية، ألم تدمّر دول بكاملها في محيطنا وما زالت الكهرباء عندها افضل من كهربائنا؟ حتى اننا نستجر الكهرباء من هناك احياناً؟ ولماذا نجحت زحلة بمشروع الكهرباء وفشلت الدولة؟ ان الديون المتراكمة من الهدر في الكهرباء كانت كفيلة ببناء اكثر من مفاعل لتوليد الطاقة! لن يلتمس المواطن اي انجاز ما دام لم يحصل على ابسط حقوقه، الانجازات التي تمسه هي الانجازات الحقيقية، وليس ما يطلق في هواء المحطات الاعلامية.