جلست إبنة الصف السادس في إحدى المدارس الخاصة، تضع على مسودة مشروعها الانتخابي للجنة الصف، تفاجأت الجارة بما تقوم به الفتاة، قالت للأم: يجرون انتخابات في المدرسة؟، هذه بادرة جيدة جداً، إنّهم يعلّمون الطلاب على الحياة الديمقراطية. ردّت الأم: إنّهم كل عام يجرون انتخابات طلابية في المدرسة ليست المرّة الأولى.
تدخل الشقيقة «طالبة الشهادة المتوسطة»: «نعم نُجري كل عام انتخابات الصف، لكن لم تقم أي لجنة بشيء لخدمة الطلاب كأنّ الأمر مجرد عمل روتيني لا يقدّم ولا يؤخّر، إنّ اللجان المنتخبة وأعضاءها لا يفعلون شيئاً. تستطيعون أن تشبّهوها للانتخابات النيابية التي تنتخبون فيها أنتم نواباً لا يشرّعون لكم ما يخدمكم بل ما يخدمهم. إنهم يعوّدونا على الديمقراطية كما تقولين، لكنها ديمقراطية غير منتجة «فنسمع الضجيج ولا نرى الطحين»، وبرأيي المتواضع إنّ عدم إجراء انتخابات، هو افضل من انتخابات لا تخدمنا.
ترد الجارة: في المبدأ يجب ان تعتادوا ممارسة الديمقراطية، حتى تعرفوا عندما تكبرون من تختارون ليمثلكم في المجلس النيابي او في البلدية، فنحن لم نعتد على ممارسة هذه الواجبات على مقاعد الدراسة حتى في الجامعة، لذلك لم نحسن اختيار من يمثلنا في المجالس البلدية او النيابية، او بالاحرى لم يتركوا لنا هامشاً كبيراً من الاختيار، لأنّهم وضعوا الناس في مواجهة بعضهم البعض بإسم الطائفة والعشيرة. لكن انتم مَنْ عليه نتكل لتغيير هذا الواقع في المستقبل، «اعتادوا الديمقراطية» لتوصّلوا مَنْ يستحق أن يمثّلكم أو أنتم تمثّلون شعبكم بكل ضمير.