بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

21 آذار 2020 12:00ص الأم في زمن كورونا

حجم الخط
ايام عصيبة تمر على العالم عموماً وعلى اللبنانيين خصوصاً، ففي الوقت الذي لا يزال فيه هذا اللبناني يتخبط في ازمة اقتصادية فتّاكة، جاء الوباء الفظيع ليقضي على اي امل لهذا الشعب باستعادة عافية قريبة لصحته اولاً ووطنه ثانياً، هذا اللبناني الذي لم يتعوّد «الاختباء» في المنزل حتى ايام الحرب المريرة جاء فيروس غير مرئي ليبث الرعب ويلزمه البيت، وهو ما لم يستطع الكثيرون الالتزام به مما ادى الى تفاقم الوضع واعلان الحكومة التعبئة العامة للحد من انتشار الوباء الخبيث.

ورغم ذلك بقيت قلة من الناس مستهترة بالاحتياطات والتوجيهات، ولكن ما يلفت النظر هو الجهد الجبار الذي تقوم به الاجهزة الطبية المختصة والعمل الدؤوب للبلديات التي انخرطت في معظم المناطق في ورشة تعقيم الشوارع والمحال التجارية والزمتها اغلاق ابوابها وسيّرت الدوريات لذلك مما اضطر الجميع الى الالتزام بالاجراءات، وإن على مضض لأن اناساً كثيرين باتوا يأنون من الجوع بعد توقف الاعمال، اما اصحاب المؤسسات الغذائية فكان اللافت حتى في الاماكن «الخارجة عادة عن الالتزام بالقوانين» يلزمون الزبائن بالتعقيم قبل الدخول وارتداء القفازات والكمامات، ولا يسمحون بدخول اكثر من اربعة اشخاص الى الصالة الرئيسية ويمنحونهم 7 دقائق فقط للتسوق.

كل هذه الاجراءات اثّرت سلباً على مناسبة عزيزة على كل انسان وهي عيد الأم، فلم يستطع الاولاد شراء الهدية المناسبة حيث تسببت الاجراءات «المحقة» بخسارة كبيرة لمحال الثياب والمجوهرات (لمن استطاع اليها سبيلا) والحلويات والازهار، فتحدى البعض هذه الاجراءات وفرش ازهاره على الطرقات، فربما باقة من الورد او شتلة تصارع «الفيروس القاتل» بنقائها فهي رمز محبة لأم لا تستطيع الاحتفال مع اولادها بهذه المناسبة، وتؤكد ان سلامة من ولدتهم هي الهدية بحد ذاتها، هي الأم في زمن «الكورونا» فتحية لأم ستهزم فيروسات العالم بحنانها.


أخبار ذات صلة