بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

14 كانون الأول 2019 01:03ص البحر حاملنا والعطش قاتلنا

حجم الخط
«البحر حاملنا والعطش قاتلنا» مقولة تنطبق على هذا اللبناني الغريق بنعمة ربه والمحروم من عمل الصالحين على الارض، انعم الله على شعب لبنان بأمطار تتحسر عليها دول، فحرمت مافيات الدولة الشعب «العنيد» من هذه النعمة وحولتها الى نقمة، غرقت الطرقات والبيوت والسيارات بمياه الامطار التي لم تستوعبها المجاري والمضخات، على ذمة المسؤولين الذين يتقاذفون التهم ليس خوفاً من المحاسبة، بل لزوم البريستيج، لأن وقاحتهم وغطرستهم اكبر من اي محاسبة ولأنهم يعلمون علم اليقين ان هذا الشعب «العطشان في عز الشتاء» لن يحاسبهم.

تقف صهاريج المياه بكل وقاحة تحت الامطار ليبيعوا الناس المياه التي انعم بها الله علينا، مافيات المياه بالتكافل والتضامن مع مافيات شركة المياه يقومون في بعض المناطق باقفال مضخات المياه عن الشعب الغريق، ولا يصدر عن هذا الشعب «التعبان»، بكل ما للكلمة من معنى، اي صوت، بل لجأ بعضه الى تنظيف سطح البناء ومد المزاريب على خزان المياه، لأنه لا يملك المال لدفعه الى صاحب الصهريج فهو عطشان وجائع ولكنه لم يخرج على الناس شاهراً سيفه فيا للعجب.

قد يستغرب البعض سكوت هذا الشعب «المخدر» بأقوى مخدرات العالم، اي مخدر الطائفية، كيف لا يثور مع انه محروم من ابسط حقوقه، واقلها المياه، ويسأل هذا البعض: الا يفترض بمن تفديه بدمك وروحك ان يؤمن لك ابسط مقومات حياتك الا يجدر به ان يحاسب المافيات او التجار الفجار على سرقة شعب يصرخ ليلاً نهاراً «بالدم بالروح نفديك يا زعيم»، الا يدخل احد من اعضاء الاحزاب المبجلين الى التعاونيات ويرون ما يفعل التجار بجمهور حزبهم ؟ كفى اختباء وراء المؤامرات وحان الوقت لتنصفوا جمهوركم لأنه سيفيق يوماً من تأثير مخدراتكم ويطالب بان يحظى اقله بصفة مواطن يتمتع بكامل حقوقه الوطنية والمدنية.

أخبار ذات صلة