بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

27 آب 2019 12:10ص التلاعب بصرف العملة الوطنية؟!

حجم الخط
لا يوجد أحد في هذا المنفى الذي إسمه وطني لبنان.. إلا ويبحث عن منفى أو مرسى هادئ.. تُحترم فيه الكرامات وحياة الإنسان وحقوقه المشروعة دولياً.. وليس في بلد يسرقك فيه الزعماء والسياسيون والمدراء العامّون وحتى تجّار الصيرفة..

ما يجري اليوم للتلاعب بسعر صرف الدولار.. عاد بذاكرتي إلى ما بعد الاجتياح الإسرائيلي.. وكيف أنّ المتنفّذين وعوائلهم من بعض الطوائف استفادوا من قروض بالمليارات من الليرة من البنوك.. وراحوا يتلاعبون بأموال المصارف بشراء الدولار.. ولمّا نضب مخزون الدولار من التداول.. أعادوا قروضهم بالليرة إلى البنوك.. وهكذا ضاعت قيمة الليرة ونصفها وربعها وحتى الخمسة قروش..

ما يجري الآن في الوطن.. أعادني إلى العام 1982 بويلاتها العسكرية.. وإلى أواخر العام 1983 حيث بدأ سعر الليرة يلعب هبوطاً أمام الدولار.. وما تلى ذلك من ارتفاع سعر الدولار.. تُرى هل نافِذوا تلك الميليشيات فرّخوا في بلد فاسد بكل مكوّناته.. وجاءنا الغيث هذه المرّة من المصارف بل من معظم الصرافين.. مَنْ يضغط على الصرّافين للتلاعب بسعر الدولار؟

مع إنّ صرف الدولار إذا كنت تمتلكه سعره 1500 ليرة لبنانية أي إنّ سعر المئة دولار 150 ألف ليرة.. بينما أن تشتري دولاراً فإنك تدفع ثمن المئة دولار 160 أو 165 ألف ليرة.. لمصلحة مَنْ تُسرق هذه العشرة آلاف وخمسة عشر ألفاً؟

شخصياً تنبّهت إلى هذا الموضوع خلال شهر حزيران.. بعدما أرسلت فاعلة خير عبر الـ»وسترن يونيون» مبلغاً هو عبارة عن 300 دولار لتوزيعها على العائلات المتعفّفة.. ولما ذهبت لاستلام المبلغ أصرّوا على إعطائي إياه باللبناني.. فاتصلت بها هاتفياً حيث تُقيم في الخارج، قالت: «نعم قالوا بأنّ التحويل إلى لبنان باللبناني وقد حوّلت المبلغ باللبناني».. بعد ذلك حاولتُ الاستفسار من أكثر من جهة فقالوا: فعلاً إنّ تحويلاتهم من أولادهم منذ أواخر أيّار باتت تصل بالعملة اللبنانية.. توجّست شرّاً من الحالة رغم أنّني لا أملك الدولار.. بل توجّستُ شرّاً على الاقتصاد اللبناني المتردّي والاجتماعي الذي وصل إلى الحضيض..

اليوم وأنا أقارن بين الماضي الذي عشته وبداية هذا الحاضر.. أسأل المسؤولين من أعلى الهرم وحتى النيابة العامة: لماذا التلاعب بصرف العملة الوطنية؟!


أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!