يُحكى انه كان لحجا حقل من القرع ،واثناء قطافه عثر على قرعة كبيرة جداً قرر ان يهديها للحاكم العادل ، وعندما رآها الحاكم استغرب حجمها وقرر ان يستثمر بذورها في الحقول التابعة للدولة، وكافأ جحا بكيس من الذهب وحمار يعود عليه الى بيته رغم ان الاخير اكد انه لا يريد مقابل هديته.
وصادف جحا في طريق العودة جاره البخيل الذي تعجب لامتلاكه حماراً،وصُدم عندما رأى الذهب معه فأخبره جحا بما حصل، فما كان من الاخير الا ان اخذ بقرته الحلوب الى الحاكم علّه يحظى بالذهب مثل جاره، هناك لمس الملك جشع الرجل فسأله ما يريد مقابلها، فقال: 3 أكياس من الذهب، حمل الاكياس التي اعطاها له وزير الملك وذهب الى الدار ليتمختر امام جحا، ولكن الصدمة ان بريق الذهب تحول تراباً فلم يجد في الاكياس سوى التراب.
هذه الرواية تنطبق على كثير من الجشعين الذين يأخذهم حبهم للمال الى حد ينسيهم ان التهادي بين الناس فعل محبة تنتج عنه خيرات كثيرة، وهو ما لا يفهمه كثيرون في بلد لم يعد ابناؤه يهتمون حتى بما يصيب الجار او الاخ او الصديق.
والاهم ان حكاية الحاكم العادل لا تنطبق على اي مسؤول في بلدي، فهم يأخذون اموال الناس ولا يعطون من خزائنهم اي قرش، لا بل حوّلوا اموالهم قبل الازمة وخلالها الى الخارج، فهل تتحول تراباً عندما تحين ساعة الحق، وتستفيق ضمائر القضاة لمقاضاة من اوصل الناس الى هذا الدرك .