بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

10 تشرين الثاني 2017 12:22ص الحرب على الفساد

حجم الخط
مكافحة الفساد عنوان عريض جداً، يستحق بالفعل أن تتوجه إليه جهود الحكومات وأنظار المسؤولين. ولا يجوز للناس أبداً أن يتهاونوا في قبول الدعوات التي تحضّهم على مواجهة الفاسدين أينما وجدوا في المجتمع وفي كل قطاع من قطاعات الدولة ومؤسساتها. صحيح أن السياسة عموماً تستثمر مصالحها في بيئة الفساد، وتوظف فريقاً من المفسدين في خدمتها ومن أجل إبقاء سيفها مسلّطاً فوق رقاب الناس، إلا أن التصويب على الفساد وإعلان الحرب عليه أنّى أتى، وكيفما أتى، وتحت أي مسمّى كان، يشكل في حدّ ذاته فرصة حقيقية لانقاذ المجتمع من العابثين بماله العام والمتسلّطين على ثرواته، وللتخفيف من حدّة الفقر التي تهدد معظم طبقاته المتوسطة. 
لا يربح الناس شيئاً من السياسة أكثر من ربهحم في أن تتحول هذه الأخيرة إلى رأس حربة في القضاء على الفساد أو على الأقل على جزء كبير منه. فكيف إذا كان الفساد اليوم هو بحق العدو الأول للشعوب، والسبب الرئيس للفقر، واندلاع الحروب وانتشار المجاعات حول العالم. إن أي سياسة لا تستهدف الفساد أولاً وثانياً وثالثاً لا تلبث أن تسقط سريعاً في براثنه، وتصبح بالتالي أحد حرّاسه. 
وهل عندنا نحن اللبنانيين مأساة أكبر من مأساة الفساد الذي ترك بصماته السوداء فوق كل الأشياء، وما زال الناس يرفعون الصوت عالياً من دون جدوى، حتى أصابهم اليأس وفقدوا أي أمل بمستقبل عادل. هل على اللبنانيين أن يظلوا تحت رحمة سياسات متهورة تقذف بهم في أتون الصراعات الإقليمية والدولية، تحت شعار أن صوت الرصاص ينبغي أن يعلو فوق صوت الحاجات الملحة للناس، وأن المعارك التنبؤية هي وحدها التي ترسم كرامة الوطن والمواطن! 
الحرب على الفساد تعني باختصار نزع فتيل كل حرب عبثية. 


أخبار ذات صلة