بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

28 آذار 2018 12:05ص الربيع.. وموسيقار جيل العرب!

حجم الخط
لم يخطئ موسيقار جيل العرب فريد الأطرش عندما ترنم بكلمات «الأخطل الصغير» بشارة الخوري عند قدوم فصل الربيع في ستينات القرن الماضي، «أنا عمر بلا شباب وحياة بلا ربيع» وما زالت صدى كلمات «الأخطل» ترنّ في آذان ملايين العشاق الرومانسيين!!
وبين الجدارة والخسارة.. يبحث المرء عن (خيط الرفيع) وآهٍ بين آمال الإنسان في بلد أملت بربيع ديمقراطي مزدهر سياسياً وثقافياً واجتماعياً وعلمياً وحضارياً، وبين اعصار مدمر يكاد يمحو كل أثر مست الروح والجنات!
وظلت «بيروت» وحدها شامخة تنتظر قطار ربيع الـ«2018» في محطة أين منها (محطة الرحابنة) وتكاد المدينة، أية مدينة نازفة؟! لو سئلت ونسمع (أهالي المدينة): 
يا هلا بالورد، يا هلا بالربيع!
ومع صدى السنين الحاكي نسمع الشيخ زكريا احمد: «شوف الزهور وتعلم» وإن غناء بُلبلٍ واحدٍ لا يكفي لكي يُصنع الربيع ونردد مع «عبد الله الأخطل» نجل بشارة الخوري:
بالوَردِ ألعبُ والأقمار من لُقبي..
إن شئت أشعلتها - أولا - بلا سبب 
ويكمل الأخطل والد الموسيقار بشارة الخوري تيمناً باسم جده:
أَنا فَوْقَ غُصْنِ نِهايتي أَشدو
لا حقْدَ في شدْوي ولا وجْدُ
غنيتُ في سِرِّي فما سَمِع
الرْيحانُ ما قد أنشد الورد!
ربيع غني بهدايا الطبيعة وظلال غنية بالاصباغ، ويزيد الثمر والزهر والبقول بهاءً اطارها العام إذ هي جزء من كل متناسق الألوان، تناغم التقاطيع، زاهي السمات: من واد عميق القرار يردد صدى تغاريد البلابل والحساسين إلى نهر يهدر ويصخب ثم يتهاوى.
ويهمس عبر غابات تشمشم أما وليدها على ما يشبه النجوى إلى خمائل يكسو حواشيها زهور وورود ونسرين على حدّ قول شاعر مهجري:
يسري النسيم وفي انفاسه أرجٌ
ممّا يقبّلُ في الفجر الرياحينا.

أخبار ذات صلة