بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

31 كانون الثاني 2018 12:16ص «السلطان المخفي».. البابور!

حجم الخط
إنها قصة احياء التراث القديم، وتقدير كل قديم منسي من مهنٍ لها تاريخ عريق في ذاكرة الآباء والأجداد، بعدما فرضت المتغيّرات الاجتماعية والعولمة.. اختفاء حرف ومهن كثيرة انقرضت في لبنان مع تسارع الحداثة وتقنياتها، كالسنكري، والمنجّد، المهنة التي كان المنجدّون في (سوق المنجدين) قرب نزلة درج الاميركان يتعاملون مع القطن والصوف والاقمشة.
وحده الحاج «محمد معاوية» النجار حمى مهنته من الانقراض، وزبائنه تضاءلوا.
والعجوز «غسان خالد المحاميد» عشق إصلاح آلات الخياطة إلى ما بعد المئة «وعكاري» المولد يتقن التركية، كالفنانة أمل شركس «طروب» التي كانت والدتها «أم زهير» يحاكيانه باللغة التركية.
اما شيخ النجارين الصيداوي «ابو علي روماني» لا ينسى معلمه الأرمني «خاتشيك» في خمسينيات القرن الماضي، وبائع الكاز «ابو عبد الله وولده» بـ«عائشة بكار» والمجلّخ، والبصّارة البرّاجة؟!
أواخر القرن التاسع عشر اختراع الطباخ النحاسي الأصفر المعروف بالبابور وانتشر عام 1898م وعرض للبيع في محل «طبارة وبلوز» في سوق البازركان.
ووصفه بائعوه «بـظريف الشكل»، يشعل بزيت الكاز بلا فتيل ويطبخ المأكولات ومكفولاً لأربع سنين؟!
جداتنا وامهاتنا عرفوه بـ«البريموسي» ومأخوذ من «Primusinter pares» وهي كلمة لاتينية تعني «الاول بين انداده»، وتباع معه الأبر، لأن الثقب ينسد، فتضطر ربة البيت لفتحه بالإبرة.
وأوحى «البابور» بابرته إلى الكنائن تشبيهه بحمواتهن، وتشبيه الإبر ببنات الحما فقلن: «الحما بابور وبنات الحما إبره» أي إذا سدّت الحما فمها ولم تتكلم قامت بناتها بتحريضها «كما تعمل الإبرة بفتح البابور المسدود».
ويروي رجل الأعمال منير توفيق طبارة عن ذكريات والدته الحجة «كوكب الجمال» وأفاض بحديثه مستعيداً ذاكرة (الزمن الجميل) المتعلقة بـ«بابور الكاز»: عام 1992 احتفل به في مدينة بريموس السوميرية، بمناسبة الذكرى المئوية لتصنيعه!
لفظة «بابور» تركية، واعتبر جزءاً من تجهيزات العروس والامثال: «فلان خالص كازه»، و«فلان صوته يهدر كصوت البابور»، وما زال هذا المثل قائماً حتى الآن.


أخبار ذات صلة