بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

13 تشرين الثاني 2018 12:05ص الفرق بين الغث والنفيس؟

حجم الخط
لا يوجد فرق بين لون الملح والسكر.. فكلاهما من نفس اللون، لكن ستعرف الفرق بعد التجربة.. نعم هكذا هم البشر!
هذا الكلام يعني أنّ الجميع يحاول أنْ يُظهِر لك الجانب الناصع الأبيض من شخصيته.. ولكن عندما تعاشره وتتعرّف إليه في كل مواقفه.. تكتشف الفرق في المذاق، فالأوّل أي السكر، رغم حلاوة مذاقه بمعسول الكلام.. لو أكثرت منه بالتذوّق لأصبت بأمراض عديدة أوّلها السكري، وزيادة الوزن واستلاب قدراتك، لتهبط في نظر الإنسان السكر، لتكون في نظره مستلب الآدمية.. أي إنّك تابع لا قيمة لك.. نعم لأنّك ذبت مع الوقت، وانتهت صلاحيتك كصديق ورفيق، وربما حتي يكون ذلك لو كنتَ مموّلاً.. وهذا يعني أنّك ستتجرّع مذاق الملح، وربما الماء الأجاج المُر من ملوحتها.. فتقي من القيء والإسهال.. هل علمتَ مَنْ هم أصحاب الوجوه البيضاء كالسكر والملح؟
ممّا سبق عن اللون الأبيض للسكر والملح.. عليك أنْ تترك خمساً من الخطوات بينك وبين كل النّاس.. وتحديداً بينك وبين مَنْ تحب.. فإذا رأيته صدفة فابتسم له.. عندها سيشعر بحبك.. أيضاً إذا رأيت عدّوك إبتسم له، وكذلك سيشعر بقوّتك ويلحق بك لتبديد العداوة.. وأيضاً إذا رأيتَ مَنْ تركك واستلب حقوقك إبتسم فسيشعر بالندم، لا على تركه لك، ولكن على سرقته لك، وعدم قدرته على ردّ ما استلب منك مادياً أو معنوياً.. أمّا إذا رأيتَ مَنْ لا تعرفه أو فقيراً أو غريباً.. فابتسم له وستأخذ أجرك.. ليس ممَّنْ ابتسمت له.. بل من الله.. أو أنْ تكون أنتَ في حاجة إلى حل لمشكلة تعيشها فتجد الحل في حكاية مَنْ ابتسمتَ له..
سيقول قارئ هذه الحكاية ما دخل الملح والسكر، وآثارهما والعلاقة بالابتسام؟ لو تأمّلت حالنا في هذا البلد.. لوجدت أنّ كل القادة الذين أصبحوا أقطاباً كان لونهم أبيض.. بوسائلهم تعملقوا.. تلوّنوا كما الحرباء.. راحوا يمارسون الاستقواء، وعوض أنْ يكون الولاء للوطن، استقوا بالخارج، والمال الذي هبط سيولاً.. ليصبحوا أصحاب اصطفاف طائفي.. وكأنّنا لم نتعلّم من الحرب الأهلية.. أترى نحن شعب أعمى ما عاد يفرّق بين الغث والنفيس؟!


أخبار ذات صلة