بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

19 تشرين الأول 2018 12:26ص الفساد رئة السياسة!

حجم الخط
لبنان في المرتبة ١٩ على لائحة الدول الأكثر فساداً في العالم، أي بين الدول العشرين  الأوائل الذين يتصدرون هذه القائمة ( الرقم ١٠٠ يعني أن البلد خالٍ تماماً من الفساد، في حين أن الرقم صفر هو الأكثر فساداً)، بحيث يأتي بعد اليمن (١٦) وفنزويلا (١٨). 
هذه النتائج الحديثة تعود إلى تقرير أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي بالتعاون مع منظمة الشفافية الدولية. 
ليس في الأمر أيُّ غرابة بالنسبة إلى مركز لبنان المتقدّم في سلّم الفساد، على الأقل بالنسبة إلى اللبنانيين الذين يعرفون تمام المعرفة أن الطبقة السياسية عندهم قد ذهبت ببلدهم الصغير بعيدا جداً في عالم الأرقام الكبيرة، لكن السوداء. سواء تعلق الأمر بالفساد أو بغيره من المؤشرات السلبية الخطيرة، التي باتت تضع الوطن بأكمله على جانب العالم؛ بانتظار مصائر أحلاها مرّ.
من أين جاء هذا الفساد الذي يطوّق حياة اللبنانيين، ويُمسك بتلابيب مؤسساتهم الحكومية؟ كيف تفشى إلى هذا الحدّ الذي جعلنا نتصدّر مع المتصدّرين لوائح العار هذه؟ هل اللبنانيون فاسدون بطبعهم أم أنه قد فُرض عليهم بالقوة حتى صاروا خاضعين له مستسلمين أمام طغيانه؟ ماذا اقترف هذا الشعب من آثام بحق نفسه وبحق وطنه حتى استحق هذا العقاب؟ أن يُصبح لقمة سائغة بين أفواه الفاسدين الذين حوّلوا حياته إلى جحيم، وضيّقوا عليه سبل العيش، وأفقدوه كلَّ أمل بمستقبل أفضل له ولأبنائه. 
أصابع الاتّهام ستتوجه بمعظمها نحو الطبقة التي حكمت لبنان منذ سنين طويلة وتحديداً نحو النهج الذي يُدار فيه البلد، وعقلية السطو التي تنهب خيرات الدولة وتبدّد ثروات الأجيال المقبلة. 
هذه الطبقة تسكُت عن كل التقارير والفضائح، وكأن شيئاً لم يحدث، وكأن الفساد رئة السياسة! 
  



أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود