بيروت - لبنان

حكايا الناس

22 حزيران 2018 12:05ص الكرة لا تتكلم «عربي»

حجم الخط
لماذا تخسر المنتخبات العربية دائماً في المونديال؟ أو بالأحرى لماذا لا تفوز في أي من المباريات التي تخوضها إلاّ نادراً جداً؟ أسئلة كثيرة تتجدد كل ٤ سنوات، مع دخول العالم عرسَهُ الكرويّ الكبير، من دون أن تلقى إجابات شافية، لا من قبل المسؤولين الرياضيين أنفسهم، القائمين على لعبة كرة القدم التي لا تفتقد إلى الشعبية الكاسحة في دولهم (مصر نموذجاً)، ولا من جانب المسؤولين السياسيين الذين يٌفترض بهم الإشراف على صحّة المجتمع العامة ونموّه المستمر في كافة ميادين الحياة (الثقافية والفنيّة والرياضية خصوصاً). 
ومما لا شك فيه أن الصحّة النفسية مدماكٌ أساسي ينبغي أن يتجلّى في أكثر من صعيد، لا تُستثنى منه الرياضة عموماً، بوصفها معتركاً واسعاً للتنافس الحضاري بين الشعوب والأمم. فكيف إذا كانت الصفة الغالبة على شعب ما أو دولة ما في هذا المعترك هي الخاسر أو المهزوم أو العاجز عن الفوز؟ وإلى أي مدى يمكن تعديةُ هذا الاحساس بطعم الهزيمة أو بالعجز عن الخروج من أسرها، إلى استحقاقات أخرى مصيرية (السياسة، الاقتصاد، والإدارة)، يجد المجتمع نفسه فيها، في حالة مشابهة تماماً؟ 
هل نواجه -كشعوب عربية - مأزقاً نفسياً خطيراً يجرّدنا من أي قدرة على المبادرة والابتكار؟ هل أن انحداراً نفسيّاً حاداً، جراء تراكمات عديدة فرضتها هيمنة فكرة الهزيمة أو فكرة الدونيّة، يكبّل قدميّ اللاعب العربي حتى ولو وجد نفسه فجأة (أو مصادفةً) أمام مرمى الخصم؟ 
كيف يمكننا أن نهزمَ الخصم الأقوى منّا والأكثر استعداداً للفوز؟ هل ثمّة فرصة لتحقيق ذلك، من دون توسّط الذات وانشطارها إلى أقسام متحاربة؟ بعبارة أبسط، هل الفوز الوحيد الممكن للعربي (رياضياً وسياسياً)، هو حينما يكون الخصم عربياً أيضاً؟   

أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود