بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

11 تموز 2020 12:00ص اللي استحوا ماتوا

حجم الخط
تتصل المرأة المغتربة في اقصى بقاع الارض بوالدتها عند صباح كل يوم لتطمئن عن احوال العائلة وصحتهم جميعاً، اي انها «بتعمل صبحية يومياً عن بعد»، لكنها منذ ازمة الكهرباء وشح المازوت لم تعد تستطيع التواصل بشكل طبيعي مع والدتها، استفاقت منذ ايام واتصلت لعلها تحظى بفرصة الحديث معها، وفعلاً كان التواصل ممكنا لأن شركة الكهرباء انعمت على المنطقة بساعة كهرباء، سألت المرأة: ماذا يحدث عندكم؟ الدولار ارتفع بشكل جنوني ومعه الاسعار والكهرباء مقطوعة وكذلك المياه، حتى وصل الامر الى الدواء، كل فترة يقولون فقد الدواء الفلاني، كيف تعيشون وسط هذا الجحيم؟

ضحكت الأم وقالت: سأقول لك باختصار قبل ان يفصل «النت»: نعن نعيش بالجحيم الذي تصفينه اما لماذا وصلنا الى هذا الوضع، فالامر بسيط لأننا سلمنا امورنا الى سارقين جشعين، سرقوا اموال الشعب وحولوه الى الخارج ثم جاءت القوى الكبرى لتسرق بالتحالف مع عدونا على الحدود نفطنا وحتى تستطيع ذلك بدون معارضة فرضت قوانين وعقوبات بحجة محاربة الارهاب وفق توصيفها، وبدأت اللعب على المكشوف بمساندة ومؤازرة هؤلاء المرتزقة من الزعماء وبعض من يسمون نفسهم اعلاميين فقط من اجل التنازل عن حقوق لنا في النفط لصالح اعدائنا، والاغرب انهم يتحدثون عن سيادة واستقلال حياد، عن جد اللي استحوا ماتو.

ردت المرأة: امي اسألك عن الوضع المعيشي وكيف يمكنكم الصمود وانت تتحدثين عن كل الازمة اللبنانية والعالمية؟ اجابت الام بكل صراحة: هذا ما قرأته اليوم على احد المواقع ورأيت انه كلام منطقي واذا انت «هكليني همنا» ارسلي لنا الدولارات ولكن ليس عبر شركات الاموال والمصارف لأنهم هم بكل صراحة سبب الازمة المالية في لبنان ويأكلون الدولار ليعطونا اقل بكثير مما يساوي الدولار في السوق السوداء ويفعلون ذلك بلا خجل وبكل وقاحة «اللي استحوا ماتوا» كما قلت لك. 




أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود