بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

11 أيلول 2020 12:00ص المشاريع الشيطانيّة!

حجم الخط
تُمْعِن هذه الطبقة السياسية في غيّها. فقد استشعرت مخاطر الحصار الخارجي عليها وبدأت محاولات فكّه والتخلّص منه عبر استخدام أساليبها المعهودة التي برعت فيها والتي تأخذ بواسطتها الشعب اللبناني كله رهينةً عندها. وهي نجحت من قبل في الخروج من الحصار الداخلي للمواطنين اللبنانيين الذين ضاقت بهم سبل الحياة في وطنهم فأرادوا التغيير. 

كان التلويح بالحرب الأهلية سواء في الخطاب السياسي المُعتمد أو في الإشكالات المتنقلة على الأرض لردع المتظاهرين وشقّ صفوفهم، بمثابة كلمة السّر التي يفهمها رموز هذه الطبقة جيداً، ويعتصمون بها جميعاً كسفينة نجاة لهم، كلما اضّطرب البحر من حولهم وارتفعت الأمواج في وجههم، وكانوا في كل مرة ينجحون للأسف في النزول بها على شاطئ أمان جديد وسط تواطؤ دولي مريب.

 هذه المرة المواجهةُ أشدّ لأنّ الضغوط الدولية ستزداد حدّتها تدريجياً من أجل تحقيق مخططاتها المستجدّة في المنطقة. وليس أمام هذه الطبقة الحالية للحفاظ على امتيازاتها وإبقاء الغطاء السياسي فوق رأسها منعاً لانكشاف أمرها وافتضاح فسادها، سوى الذهاب بالبلد إلى الانهيار الكامل، وبالناس إلى اليأس التام.

 وليعلمْ الجميع بأنّ حرباً نفسيّة شرسة بدأت تُشنّ علينا لهذا الغرض، عبر جهاتٍ مختلفة في الداخل وفي الخارج، لها مصالحٌ متضاربة في الإقليم، هدفُها في نهاية المطاف إعلان نهاية لبنان الكبير، وابتداع صيغةٍ جديدة يكون فيها لهذه الطبقة حصصها التي ترفض التنازل عنها مطلقاً. 

ولذا سنسمع في كل يوم أصواتاً جديدة تدعو إلى ذلك، سواء عبر «منطق» تقسيم لبنان أو ضمّه إلى كيانات أخرى أو تعديله وفق موازين قوى الأمر الواقع. وليس أمام اللبنانيين، وحالهم يسير من كارثة إلى كارثة، إلا التفكير في الهجرة الجماعية لقطاعات كبيرة من المجتمع بحثاً عن عيْش لائق.

 إنها سياسة تفريغ لبنان الممنهجة. والناظر إلى ما يجري في الجوار سيتأكد بأنّ البدائل الديموغرافية المتاحة إنّما تقع في صلب هذه المشاريع الشيطانيّة.


أخبار ذات صلة